تقارير « البيان »

الأمطار تفاقم مأساة فقراء غزة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما إن أشرقت شمس الشتاء على محافظات قطاع غزة حتى انكشف حجم مأساة سكان غزة الذين حاصرتهم المياه وأدت إلى تشريدهم من بيوتهم وحرمانهم من تلقي الخدمات الضرورية والأساسية، مع غرق العديد من البيوت والشوارع وأبرزها شارع النفق في غزة وحي العلمي في جباليا، ودخول مياه الأمطار.

وعلى مقربة من مخيم جباليا في حي العلمي يقف أبو مروان الأستاذ أمام بيته يراقب الأمطار وهي تتسلل بخفة إلى بيته غير آبهة بالأبواب الصدئة والجدار الأسمنتي.

وبحركة سريعة وجهد سريع نقل أكياس الرمل ليغطي منافذ المنزل لحمايته من تسرب كميات الأمطار الهائلة التي قد تُصدع الجدران. ويقول أحد سكان غزة لـ«البيان»: أصبحت الأمطار التي تتساقط على قطاع غزة، تشكل مشكلة كبيرة لأصحاب هذه المنطقة المنخفضة في كل المنخفضات الجوية، التي تغرق بمجرد هطول الأمطار على قطاع غزة، وسط دعوات لإيجاد حل للمشكلات المتراكمة، ووضع حد لمعاناة العديد من العائلات في الشتاء. أما محمد عابد فيقول: «ساعة واحدة فقط كانت كفيلة بأن تُغرق هذا الحي بالكامل مع أحياء عدة في مدينة غزة في مياه الأمطار، ويرجع هذا لسوء البنية التحتي».

غرق

ولم يحمل قدوم الشتاء وهطول الأمطار السرور لبيت خالد منصور الذي يسكن في منزل من الصفيح، ولم يجد أمامه إلا خيار ترك المنزل للسيول والأمطار واللجوء مع أطفاله وزوجته لمنزل أحد أقاربه بعدما أغرقت مياه الأمطار منزله الصغير المكون بالكامل من ألواح (الصفيح) في غزة.

ويقول منصور: إن هطول الأمطار ربما يكون جيداً للمزارعين، ولكنه غير مفيد لمن هم مثله يعانون في منازلهم، مضيفاً إنه يضطر إلى تغليف سقف منزله بالبلاستيك في كل فصل شتاء ليحمي منزله وأفراد أسرته من تسلل مياه الأمطار ولكن دون جدوى، لأن قوة الأمطار كانت كفيلة بالتغلغل عبر القنوات إلى غرف المنزل وإغراقه .

في الأثناء، فتحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عبارات المياه شرقي حي الشجاعية شرقي مدينة غزة ما أدى لغرق مئات الدونمات الزراعية.

وقالت وزارة الزراعة في غزة إن الاحتلال يقوم بفتح عبارات مياه الأمطار شرقي الشجاعية قرب محطة الطاقة ويغرق مئات الدونمات الزراعية. وأوضحت أن هناك خسائر كبيرة في أراضي المزارعين التي غرقت بالمياه.

Email