استطلاع «البيان» : التدخّل في ليبيا يؤجج الصراع ويورّط تركيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهرت نتائج ثلاثة استطلاعات للرأي، أجرتها «البيان» على موقعها الإلكتروني، وحسابيها على موقعي «فيسبوك» و«تويتر»، تقارباً بين من يرون في التدخّل التركي في ليبيا إذكاء للصراع ومن يعدّون أنّ التدخّل توريط لأنقرة، مع ميل كفة التصويت للخيار الثاني.

وصوّت 51 في المئة من المستطلعين في موقع «البيان»، لصالح أنّ تدخّل أنقرة في الشأن الليبي إذكاء للصراع المحتدم، فيما رأى 49 في المئة أنّ تصويت البرلمان التركي على إرسال قوات إلى ليبيا توريط لأنقرة.

وذهب 61 في المئة من المستطلعين عبر «فيسبوك»، إلى أنّ التدخّل في الشأن الليبي يورّط تركيا، مقابل 39 في المئة أشاروا إلى أنّ تدخّل أنقرة يمثّل إذكاء للصراع. وفيما شدّد 60 في المئة أنّ تدخّل أنقرة في الشأن الليبي يورّط تركيا، مضى 40 في المئة إلى أنّ أنقرة تذكي الصراع في ليبيا.

تعميق صراع

وأكّد مستشار رئيس مجلس النواب الليبي، فتحي المريمي، أنّ التدخل التركي المباشر من شأنه جر ليبيا ودول حوض البحر المتوسط إلى مشكلات عديدة، معتبراً أنّ آثار هذا التدخل لن تنعكس على ليبيا فقط في إذكاء جذوة الصراعات الداخلية، بل تؤثّر كذلك في دول الجوار وتدفع باتجاه توترات، ما لم يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته.

وأفاد المريمي في تصريحات لـ«البيان»، بأنّ التدخل التركي يعمّق الحرب في ليبيا وينذر بتفاقم الأوضاع الداخلية، ما من شأنه إطالة أمد الحرب ونسف جهود السلام، مطالباً باضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته في مواجهة ذلك التدخل التركي في الشأن الليبي الداخلي.

أزمات كبرى

إلى ذلك، شدّد مقرّر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، أحمد حمزة، أنّ التدخل التركي في ليبيا ينسف جهود السلام، ويذكي جذوة الحرب في ليبيا، موضحاً أن من شأن هذا التدخل الإسهام في تكرار السيناريو السوري في ليبيا، بما ينذر بأزمات عسكرية وسياسية وإنسانية كبرى.

وقال حمزة لـ«البيان»، إن تداعيات التدخّل التركي كارثية وشديدة الخطورة على الأوضاع في ليبيا ودول الجوار، فضلاً عن دفعه باتجاه تعميق الأزمة، لافتاً إلى أن أنقرة تبحث من وراء تدخلها لتأمين مصالحها الاستراتيجية في ليبيا والبحر الأبيض المتوسط، وأنّ المبررات التي تحاول بها تبرير أو تجميل هذا التدخل هي مبررات واهية وغير حقيقية.

وأوضح حمزة، أنّ التدخّل التركي يضع ليبيا أمام مرحلة مفصلية شديدة الخطورة على أمنها واستقرارها.

تعقيد

كما شدّد المحلل السياسي، كمال زكارنة، أنّ موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات إلى ليبيا ستزيد من تعقيد الصراع وتؤدي لإشعاله واتساع مساحته. وأضاف: إرسال القوات التركية سيشعل فتيل الأزمة وسيزيد من الاقتتال الداخلي، فضلاً عن أنّ هذا التدخل يعد مصدراً لتهديد الأمن القومي والوطني للدول الإقليمية.

على صعيد متصل، أشار الخبير الاستراتيجي، د. بشير الدعجة، إلى أنّ إرسال القوات التركية لا يمكن وصفه سوى بالاحتلال، موضحاً أنّ هذه القوات أرسلت لأهداف معلنة وأخرى كثيرة غير معلنة وأهمها السيطرة على الساحل الليبي الذي يعد منطقة حيوية، من خلال وضع تركيا يديها على التجارة البحرية القادمة من الشرق الأوسط وشرقي آسيا إلى أوروبا والعكس، فضلاً عن استنزاف مواقع النفط والغاز.

وأردف: «الوجود التركي مرفوض من قبل الشعب الليبي باعتباره ينهب الثروات، ولا مبرر لوجوده وتدخله الذي سيؤدي إلى تعقيد المشهد السياسي ويعطّل من التوصل للحل السياسي، وتركيا تحاول إثبات نفسها كلاعب إقليمي في المنطقة من خلال تعديها على الشرعية الدولية».

Email