العراق.. قلادة تتحول إلى شعار الحرية في بغداد

عمار برهان

ت + ت - الحجم الطبيعي

شيء طبيعي أن تصبح خارطة العراق، المصاغة من الذهب أو الفضة أو غيرها من المعادن، قلادة تزين رقبة الشباب والشابات، أو خاتماً يزين الأصابع، وهكذا كل رموز الانتفاضة العراقية، ورموز نصب الحرية الخالد، في ساحة التحرير.

إلا أن الناشط المدني عمار برهان، لا يستخدم كلمة الدهشة أو الاستغراب، لما يراه في ساحة التحرير، بل يقول «استفزتني» هذه القنبلة الغازية، التي تتدلى من رقبة أحد الشباب، في الساحة، على شكل «قلادة»، وذلك شيء غريب، أن يكون غلاف أداة الاختناق والموت، للزينة أو التفاخر، إلا إذا كان هناك سبب آخر، أقرب إلى شعار «نريد وطن»، الذي أصبح رمز انتفاضة أكتوبر.

قلادة الحرية

يضيف عمار: بدافع الفضول والغرابة، طلبت من الشاب التقاط صورة له وهو يلبسها، ولكن الشاب، دمث الأخلاق، الذي لم يعرفني على اسمه وعمله وما يقوم به في ساحة التظاهر والاعتصام، رد على طلبي بما هو أفضل، حيث نزع «قلادة الحرية» كما يسميها، بعناية غريبة، كأم تحمل وليدها بين يديها، وطلب مني أن البسها، ويلتقط لي صورة وهي على صدري.

ويكمل عمار «بعد أن التقط الصورة لي، اعتذر قائلاً (لولا استشهاد صاحبي بها، لما كانت تعزّ عليك... كنت سأهديها لك»، ويقول الشاب الوفي، إن صاحبه عندما أصيب برأسه بهذه القنبلة، تم نقله إلى مستشفى الجملة العصبية، إلا انه كان قد فارق الحياة، ومن فرط تأثره، أخذ القذيفة وقام بتنظيفها، ولكيلا يفارقه صاحبه، عمل له هذا التذكار الذي لا يفارقه. يحدث في العراق

ويعرب عمار عن تأثره للحكاية «بقيت صامتاً، ومندهشاً... ماذا أجيبه... تخيلوا، انه محتفظ بقنبلة عمل منها قلادة، لأنها تذكره بصديق عمره الذي قتلوه بها.. تخيلوا.. حتى القنابل صارت تعني لنا الكثير ».

نعم.. إلا في العراق، حيث شعار «نريد وطناً»، فرضه بقوة، الواقع المتراجع للبلد، الذي كان في المقدمة بكل شيء، قبل أربعين أو خمسين عاماً، وهو يدل بلا شك على مدى الاستهتار بالمصلحة العامة من قبل الجهات التي تقود الدولة، والبحث عن وطن هو غاية في الألم والوجع الذي يعيشه الناس في العراق، فالمتظاهر حين يُطالب بوظيفة أو حق مكتسب فرضته طبيعة الحياة الميدانية التي يعيشها، فذلك أمر طبيعي، لكن أن يُطالب بوطن بتاريخه وجغرافيته وقراره السياسي ودوره في المنطقة والعالم، فذلك غير ممكن ولا يمكن أن يحدث إلا في العراق.

50

كشف مصدر عراقي مسؤول أن الاضطرابات التي يشهدها العراق دفعت مليارات الدولارات للهرب لخارج العراق، مشيراً إلى أن 50 شركة استثمارية جمدت نشاطاتها وغادر البعض منها البلاد. وقال المصدر إن «أجواء الارتباك الحالية سياسياً وأمنياً واقتصادياً دفعت عدداً من الشركات الأجنبية إلى تجميد نشاطها ومغادرة البلاد، بينما توقفت أخرى عن مباشرة مشاريعها التي تعاقدت عليها»، مبيناً أن «مليارات الدولارات فرت من العراق إلى دول أكثر استقراراً من بينها لمستثمرين محليين وآخرين أجانب».

أضاف أن «هناك مئات من المستثمرين الآخرين جمدوا إنفاقهم على مشاريع ضخمة عدة لانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع خاصة مع التصعيد الأمريكي- الإيراني»، لافتاً إلى أن «الأمر مقلق للغاية، فالشركات الأجنبية تنسحب وأخرى لم تباشر بتنفيذ مشاريعه بسبب الوضع المتأزم».  وأكد المصدر أن المستثمرين أبلغوا الحكومة العراقية قلقهم من الوضع المرتبك، والذي نتجت عنه بيئة غير آمنة لهم.                بغداد- البيان

Email