فلسطين.. صنارة الصيد في غزة.. مصدر رزق وهواية

الصيد البحري وسيلة عيش للكثير من العائلات في غزة | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتزاحم صيادو الأسماك عن طريق السنارة على ساحل ميناء غزة في هذه الأوقات، حيث تجتذبهم الأسماك التي تخرج بوفرة بعد كل منخفض جوي، فينتشرون على طول ساحل المتوسط لمدينة غزة، ممسكين أنواعاً وأشكالاً عدة من الصنارات.

وينتظر هذا العدد الكبير من الصيادين فترة ما بعد المنخفضات على أحر من الجمر، لكي يمارسوا هوايتهم المفضلة، ويبحثون عن وجبة تسد جوع أطفالهم من الأسماك المتنوعة الأصناف، التي تجلبها الأمواج في كل موسم.

زوارق الاحتلال من أمامكم وشرطة البحرية التابعة لحكومة غزة من خلفكم، هكذا بدا المشهد أمام هواة الصيد على شواطئ القطاع عبر الصنّارات، بعد أن فرضت حكومة غزة عليهم الحصول على تصاريح وتراخيص بالصيد، بتكلفة 6 دولارات في كل عام.

«البيان» تجولت في ميناء غزة بين عشرات الصيادين، الذين اختلفت أسباب ممارستهم للصيد، فمنهم من يبحث عن الرزق، ومنهم بدافع الهواية، ومنهم من يفرغ كبته نتيجة الأوضاع الصعبة.

الظروف

الصياد الشاب «محمود الهسي» وجد نفسه ممسكاً بصنارة الصيد، على أمل أن يحظى بوجبة سمك لأطفاله من أنواع سمك السردين أو السلطان إبراهيم أو عصافير البحر أو البوري، بعدما دفعته الظروف الخانقة على إغلاق محله التجاري الذي كان مصدر دخله الوحيد، مشيراً إلى أنه مع بداية استخدام صنارة الصيد شعر بالملل كونه غير معتاداً عليها، علاوة على أن الصيد عن طريق الصنارة يحتاج لصبر وجهد في توفير الطعم الجيد لصيد السمك من خلال تحطيم الصخر أو الحفر بالتراب لمسافات متباعدة.

أما الصياد الستيني جمال نسمانوالذي يلف رأسه بالكوفية الفلسطينية ورقبته بالمنشفة يقول إنه موظف متقاعد منذ 7 سنوات يستيقظ فجراً ويذهب للسوق، وعصراً يرتاد ميناء غزة والبحر لممارسة الصيد بالصنارة لكسر الروتين اليومي، موضحاً أن هذه الفترة من أفضل شهور السنة لممارسة الصيد، وذلك لتعدد أنواع السمك التي تقترب من شواطئ القطاع.

السمك

ويوضح نسمان أنه تمكن من صيد أنواع وأشكال من الأسماك خلال ممارسة هوايته، و منها اللوكس والصروص والقراص والدنيس و المرميرة

وأشار إلى أنه من هواة الصيد بالصنارة ولا يطمع بصيد كميات كبيرة من الأسماك، سوى أنه يمارس هوايته من أجل التسلية والحصول على وجبة للمنزل في كل مرة ينزل إلى الصيد.

وفي مناورة للتغلب على البطالة والفقر والحصار، وأملاً بالخروج من سجل البطالة الذي طال آلاف الخريجين من جامعات القطاع، امتهن عبد الحي وعشرات الخريجين مهنة الصيد عن طريق الصنارة.

ويوضح عيد أنه حاصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية منذ عشر سنوات، ولكنه لم يجد فرصة عمل واحدة، مشيراً إلى أنه يأتي إلى البحر في كل يوم يحمل صنارته لتفريغ الكبت الذي يعيشه بفعل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وأن صنارة الصيد وجدت من أجل الهواة ومن أجل الترفيه عن النفس، غير أن الأمر أصبح مختلفاً في غزة في ظل الانهيار الاقتصادي، وأصبحت الصنارة مهنة من أجل جلب الرزق.

15

 قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلية تقليص مساحة الصيد قبالة شواطئ جنوبي قطاع غزة. وقال نقيب الصيادين في القطاع، نزار عياش، «تم إبلاغنا من وزارة الزراعة، وجهاز الارتباط المدني الفلسطيني (جهة التواصل مع الجانب الإسرائيلي)، بأن إسرائيل قررت تقليص مساحة الصيد قبالة شواطئ جنوبي غزة». وأضاف أن إسرائيل قلّصت مسافة الصيد من ميناء غزة وحتّى شواطئ جنوبي القطاع من 15 ميلاً بحرياً إلى 10 أميال.

وعلى فترات متقاربة، تعلن إسرائيل زيادة أو تقليص مساحة صيد الأسماك قبالة شواطئ غزة. ومنذ 13 عاماً، تفرض إسرائيل حصاراً متواصلاً على أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، ما أدى إلى تدهور أوضاعهم المعيشية والصحية.                    غزة- البيان

Email