«الجامعة» تتهم أنقرة بإذكاء الصراع.. وإجراءات مصرية لحماية الأمن العربي

البرلمان التركي يؤجّج الحرب في ليبيا

نائب تركي معارض للقرار متحدثاً في البرلمان خلال جلسة التصويت | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثارت موافقة البرلمان التركي، أمس، على مشروع قرار يسمح بإرسال قوات لحكومة الميليشيات في طرابلس الليبية، ردود فعل عربية واسعة ودعوات لردع المشروع الاستعماري التركي، حيث وضع القرار التركي المنطقة على حافة حرب جديدة.

وحذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أي «تدخل أجنبي» في ليبيا خلال اتصال مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وفق ما أعلن البيت الأبيض. وقال الناطق باسم البيت الأبيض هوغان جيدلي في بيان إن ترامب أشار في اتصال هاتفي «إلى أن التدخل الأجنبي يعقد الوضع في ليبيا».

تصعيد وتجاهل

واعتبرت جامعة الدول العربية أن خطوة موافقة البرلمان التركي على تفويض الرئيس التركي بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا تعد إذكاءً للصراع الدائر هناك.

وقال مصدر مسؤول بالأمانة العامة إن تركيا تتجاهل أيضاً ما تضمنه القرار العربي الصادر عن مجلس الجامعة من التشديد على رفض، وضرورة منع التدخلات الخارجية التي قد ينتج عنها تسهيل انتقال العناصر الإرهابية والقوات المقاتلة إلى ليبيا، بما يسهم في استمرار حالة عدم الاستقرار والمواجهات العسكرية في ليبيا ويهدد أمن دول الجوار الليبي.

الأمن القومي

ودانت وزارة الخارجية المصرية الخطوة التركية، حيث حذرّت في بيانها من أن «أي احتمال للتدخل العسكري التركي في ليبيا، يهدد الأمن القومي العربي بصفة عامة، والأمن القومي المصري بصفة خاصة، ما يستوجب اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بحماية المصالح العربية من جراء مثل هذه التهديدات».

في الأثناء ترأس الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اجتماع مجلس الأمن القومي، وتم استعراض عدد من القضايا الحيوية المتصلة بالأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة، بما في ذلك التطورات الراهنة المتصلة بالأزمة الليبية، والتهديدات الناشئة عن التدخل العسكري الخارجي في ليبيا، حيث تم تحديد مجموعة من الإجراءات على مختلف الأصعدة للتصدي لأي تهديد للأمن القومي المصري.

من ناحيتها أعربت الرئاسة الجزائرية عن رفضها التدخلات الأجنبية في الأزمة الليبية، وأكدت أن حلها «يمر عبر حل سياسي داخلي بعيداً عن أي تدخل خارجي»، وشددت على «التضامن اللامشروط مع الشعب الليبي».

جلسة طارئة

ودعت هيئة رئاسة مجلس النواب الليبي إلى عقد جلسة طارئة غداً السبت في بنغازي لمناقشة تداعيات «التدخل التركي السافر في الشؤون الليبية ومصادقة البرلمان التركي على إرسال قوات غازية إلى ليبيا». وقال العقيد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي، إن «القوات التركية لن تغير شيئاً في المعركة. نحن على أعتاب طرابلس وسنكثف من غاراتنا على أي مطارات تستقبل هذه القوات».

خيانة عظمى

ووصف البرلمان الليبي أي تدخل عسكري تركي بطلب من حكومة الوفاق الوطني في طرابلس بأنه «خيانة عظمى». كما دعا نائب رئيس البرلمان إلى «الالتفاف الفوري حول الجيش لصد محاولات الغزو التركي لليبيا»، مؤكداً أن الرد «سيكون قاسياً على تركيا». وقال بهذا الصدد: «خطوة أردوغان الرعناء وجر برلمان بلاده لتأييدها ستكون لها تداعياتها الخطيرة في المنطقة، أدعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتهم تجاه هذا العبث».

Email