تركيا نحو ابتزاز لأوروبا عبر «مهاجري أفريقيا»

آلاف المهاجرين القادمين من الدول الإفريقية عالقون في ليبيا | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يخطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإحياء مشروع «الإمبراطورية العثمانية» وتوسيع نفوذ أنقرة في منطقة البحر المتوسط واقتسام ثرواتها عبر التدخل في ليبيا رغم المخاطر التي ينطوي عليها الأمر، وما يمثله من تهديدات إقليمية.

وفي مقال تحليلي نشرته صحيفة «التايمز» البريطانية، تساءل روجر بويز محرر الشؤون الدبلوماسية كيف انتهى المطاف بالبحر المتوسط - مهد العديد من الحضارات - ليتحول لنقطة عسكرية تعج شواطئه بتوتر القوى العظمى، وتحدث عن أن تركيا ستتحكم ببوابة المهاجرين إلى أوروبا في حال تنفيذه مخططاته في ليبيا.

وأشار في مقاله الذي نشرت «بوابة العين الإخبارية» مقتطفات منه، إلى أن اكتشاف احتياطيات كبيرة من الهيدروكربونات الموجودة تحت سطح البحر وتوقعات الرخاء المشترك يفسح المجال أمام تشكيل تكتلات وتحالفات إقليمية جديدة، لا سيما أن عمليات الاستكشاف والتنقيب عن الغاز تحتاج مياهاً آمنة، ما دفع عدة دول لإجراء مناورات جوية وبحرية مشتركة.

واعتبر بويز أنه لا يوجد وقت أفضل من هذا لتركيا، مع قرب نهاية اللعبة السورية وأولوية الوصول إلى شرق المتوسط، وفي ظل التوترات في لبنان، حيث تتواجد ميليشيات «حزب الله» القوة التي تخوض حروباً بالوكالة نيابة عن إيران.

وأكد أن تركيا تشكل مصدر إزعاج كبيراً، حيث تحاول الوصول عبر المياه الإقليمية إلى ليبيا، بهدف إحياء فكرة الإمبراطورية العثمانية القديمة أو ما يعرف بـ«الوطن الأزرق» من خلال إظهار القوة البحرية التركية في البحار الثلاثة إيجة والبحر الأسود وشرق البحر المتوسط.

ولفت إلى أنه في العام الماضي، أجرت أنقرة مناورات بحرية كبيرة بالتزامن مع عمليات التنقيب عن الغاز، والآن أبرمت صفقة مع حكومة فايز السراج في طرابلس، تخلق ممراً استراتيجياً رمزياً بين «دالامان» على الساحل الجنوبي الغربي لتركيا و«درنة» على الساحل الشمالي الشرقي لليبيا.

واعتبر أن الاتفاق يعكس مطامع أردوغان رغم أن حليفه الجديد، أو ما يسمى حكومة الوفاق، لا يسيطر حتى على تلك المنطقة من الساحل الليبي، لكن الرسالة كانت واضحة، وهي مشاركة أنقرة في تقسيم البحر الأبيض المتوسط.

وتحقيقاً لهذه الغاية، تعهد أردوغان بتقديم الدعم العسكري لحكومة طرابلس الضعيفة، ما يعني تورط أنقرة عضو «الناتو» في واحدة من المواجهات الدامية بالشرق الأوسط. وتوقع أن أردوغان ربما ينشر مرتزقة سوريين من أصل تركماني للقتال بالوكالة عن أنقرة.

كما تختبر تركيا أيضاً طائرات مسيرة محلية الصنع كسلاح جديد، ما يذكر في بعض النواحي بالمراحل الأولى من الحرب السورية، ويمكن أن ينتهي بمزيد من الفوضى، ستفضي إلى سفك الكثير من الدماء.

واختتم بالقول، إنه في حال زاد نفوذ تركيا في ليبيا، فإن نقطة الانطلاق الكبيرة القادمة للهجرة الجماعية إلى أوروبا ستكون تحت سيطرة أردوغان، الذي يسعى لاستعادة ميزة جيوسياسية، من خلال التهديد المتمثل في فتح صنابير موجة جديدة من المهاجرين واستغلال البحر المتوسط لكسب نفوذ سياسي.

Email