نوال.. فلاحة زرعت آمالها فأنبتت ثائرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

نوال... فلاّحة من محافظة صلاح الدين، كانت تعمل مع عائلتها في المجال الزراعي، وهي تؤمن بأن الآمال والأحلام قابلة للزراعة في أرض العراق الخصبة، فأصبحت طالبة بالتمريض.

وأخذت على عاتقها إعطاء دروس في التضحية والمجازفة والعمل الجاد وكسر التقاليد، لبناء المستقبل، من خلال التظاهر والاعتصام في ساحة التحرير، التي التحقت بها في 28 أكتوبر 2019، ومازالت.

تحب اسم «الفلاّحة».

وعلى الرغم من تخصصها في المجال الصحي، إلا أن خبرتها في الزراعة تغلب تخصصها في كثير من الأحيان، وتقول إن تظاهرات التحرير تدعو إلى تطوير القطاعات الصناعية والزراعية، ولذلك فهي تسعى مع عدد من المتطوعات والمتطوعين، لإنشاء بقع خضراء تنتج بعض المحاصيل، إضافة إلى تشجير ساحة التظاهر وتزيينها، لذلك فهي تحبذ تسميتها «الفلاّحة».

وتروي نوال قصتها قائلة «أنا فلاّحة من صلاح الدين، كنت أعمل في الحقل، وأزرع الأرض، وفي نفس الوقت أواصل دراستي في ظروف صعبة وقاسية، والآن هنا في ساحة التحرير، مسعفة وممرضة للجرحى والمرضى.

داعش قتل والدها

وتضيف، قتل عناصر داعش أبي، وأعتبره مات بسبب أسوأ نظام أمني في العالم، وتوفيت والدتي منذ سنتين، بسب خطأ طبي، أو بالأحرى بسبب أسوأ نظام صحي في العالم... دخلت معهداً للتمريض، وأنا أشعر بالظلم الذي لحق بي، فقررت المجيء إلى ساحة التحرير لأشارك المتظاهرين من أجل أخذ حقوقنا.

وتتابع: «نعم نتظاهر من أجل كل الناس الفقراء... وبصراحة، أنا أريد أن آخذ حقي... وأعرف أنْ لا حق لي عند حكومة فاشلة كهذه... الآن أنا مضربة عن الدوام، ودوامي هنا في ساحة التحرير، بين أهلي... أعمل كمسعفة، وأشارك في عمل الخبز والطبخ وتوزيع الطعام والتنظيف... فبيتي هنا، وأقوم بكل الأعمال التي يتطلبها البيت وضيوفه الكرام.

بين داعش والميليشيات

وتتحدث الفلاّحة والمسعفة عن سبب عدم وجود تظاهرات واعتصامات في محافظتها صلاح الدين، قائلة «كل شباب وشابات المحافظة مع المنتفضين المطالبين بالحقوق، وكثيرون منهم هنا في ساحة التحرير، لأن محافظتنا تعيش بين نارين وتسلطين، هما داعش والميليشيات.

ومن يتحدث عن أي خطأ هنا أو هناك، تلصق به تهم تصل إلى التصفية، فوضعنا خاص، لذا يلجأ شبابنا إلى ساحة التحرير ببغداد للتعبير عن غضبهم على الأوضاع المتردية في عموم البلاد».

Email