انسحاب المجاميع المسلحة من المنطقة الخضراء

محتجو العراق يلزمون الحياد حول أحداث السفارة

نيران مندلعة في محيط السفارة الأمريكية ببغداد أمس | أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أخلت مجاميع ميليشيات الحشد الشعبي محيط السفارة الأمريكية في بغداد وذلك بعد يوم ثانٍ من محاصرة السفارة ومحاولة اقتحامها، لتتراجع بذلك الميليشيات الموالية لإيران خطوة إلى الوراء بعد إظهار الجانب الأمريكي حزماً في مواجهة أي اعتداء على مصالحها وإرسالها قوات إضافية لهذا الغرض.

ووسط التوتر المتصاعد، نأت الحركة الاحتجاجية في العراق بنفسها عن أي تداعيات سياسية وأمنية متعلقة بالمواجهة بين أمريكا ووكلاء إيران في العراق، وأصرت على ضرورة حماية مكتسبات الانتفاضة الشعبية من أي صراع قد يؤدي إلى انهيار كل ما تحقق خلال التظاهرات المستمرة منذ أكتوبر الماضي.

وقال حسام الكعبي، من ساحة التظاهر في مدينة النجف: «ما يحدث الآن من صراع المحاور بين أمريكا وإيران هو الدافع الأساسي الذي خرجنا من أجله، هو أن تكون الحكومة العراقية سيدة الموقف وتغيير الوضع السياسي الذي تتحكم فيه المحاور الإقليمية والدولية».

تصفية حسابات

وشهدت بغداد، أول من أمس، استعراض قوة بمشاركة آلاف المقاتلين الموالين لإيران وأنصارهم بدأ بمسيرة تشييع داخل المنطقة الخضراء المحصنة، وسط بغداد، ثم اقتحام السفارة الأمريكية رداً على غارات نفذتها القوات الأمريكية ضد مواقع فصيل موال لإيران.

أدى هذا الأمر إلى تصاعد التوتر في العاصمة التي تمثل المعقل الرئيسي للاحتجاج، التي تواجه قمعاً أسفر حتى الآن عن مقتل حوالي 460 شخصاً.

وقال المتظاهر علاء ستار متحدثاً من ساحة التحرير الرمزية بوسط بغداد: «هناك أطراف تحاول جر ساحات التظاهر والاحتجاجات إلى اتجاهات أخرى».

وأضاف: «لكن موقف ساحة التحرير ومتظاهريها واضح جداً، وهو ألا يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات والصراعات الأمريكية الإيرانية». وتابع أن «تظاهراتنا وانتفاضتنا مستمرة حتى تحقيق مطالبنا بإجراء انتخابات مبكرة وإيجاد حكومة عراقية تصون سيادة البلاد ويكون ولاؤها للعراق فقط».

ويتمسك المتظاهرون بإقرار دستور جديد وتشكيل نظام سياسي بعيد عن الفساد الذي يفتك بجميع مفاصل البلاد.

كما يمثل الخلاص من المحاصصة الطائفية والعراقية أحد أبرز المطالب في هذا البلد الذي يعاني توتراً وعدم استقرار منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، يقف خلفها حلفاء لأمريكا وآخرون لإيران. ويتهم سياسيون أنفسهم بالولاء لأطراف أجنبية في مقدمتها إيران. ويقول الكعبي إن المحتجين يريدون «تغيير الوضع السياسي الذي تتحكم فيه المحاور الإقليمية والدولية».

حرب بالوكالة

بدوره، يقول المتظاهر علي مهدي (57 عاماً)، متحدثاً من مدينة الديوانية، إن «المتظاهرين واعون لما يجري من حرب الوكالة بين إيران وأمريكا على الأراضي العراقية.

ولا ينطلي علينا التباكي ودموع التماسيح التي يحاول من خلالها البعض كسب تعاطف الجماهير». وأضاف: «إننا باقون على مطالبنا ومصرون على تحقيقها دون الالتفاف عليها من قبل المسؤولين الفاسدين الذين يحاولون جر البلد إلى اقتتال وحرب دولية على الأراضي العراقية».

ويقول المتظاهر علي طه من البصرة، إن «التحدي الأكبر حالياً أمام المتظاهرين وساحات الاحتجاج في عموم البلاد، هو الثبات على الموقف الذي خرجنا من أجله وألا ننجر إلى أي معركة بالوكالة نيابة عن أمريكا أو إيران داخل الأراضي العراقية»، وتابع هذه «محاولة لإنهاء الاحتجاجات في العراق».

30

عثرت القوات الأمنية العراقية على مقبرة جماعية ضمت رفات 30 من ضحايا تنظيم داعش أثناء عملية البحث عن بقايا العبوات والمتفجرات المزروعة من بقايا مخلفات داعش داخل قضاء الحضر جنوب الموصل.

كما أعلنت قيادة شرطة نينوى، مقتل أربعة من عناصر تنظيم داعش الإرهابي باشتباكات قرب الحدود السورية. الموصل - د.ب.أ

Email