خبير استراتيجي لـ«البيان»: مصر تسعى إلى حشد توافق أمريكي - روسي - أوروبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال المفكر السياسي المصري الدكتور عبد المنعم السعيد، في تصريح لـ«البيان»، إن التوتر المصري التركي الحالي حول الوضع الليبي تعود نشأته إلى أحداث ما يُعرف بـ«الربيع العربي».

وما نتج عنه من خلق حالة من الفراغ السياسي، بدأت معه بعض الدول الإقليمية -خاصة تركيا وإيران وإسرائيل- التطلع إلى أطماع إقليمية، على سبيل المثال إيران بحثت عن أقليات تساعدها على توسيع نفوذها، مثل الأطراف التي تدعمها في سوريا، أمَّا تركيا فقد وجدت ضالتها في تنظيم الإخوان الإرهابي.

وذكَّر السعيد بأن تركيا، قبل أحداث الربيع العربي، انتهجت سياسة خارجية تعرف بـ«صفر صراعات»؛ فقد كان سعيها الرئيس يتلخص في الوجود داخل أوروبا، بالحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي.

لكن بعد أحداث «الربيع العربي»، تحولت أطماعها إلى داخل الشرق الأوسط، من خلال استخدام تنظيم الإخوان الإرهابي، لتمثل لحظة تصدي الدولة المصرية للمشروع التركي في المنطقة أثناء ثورة 30 يونيو، نقطة الخلاف الجوهري بين البلدين.

وأوضح الكاتب والمحلل السياسي المصري أنه منذ هذه اللحظة ومصر تُدير خلافها مع تركيا من خلال تحالفات عربية.

وفيما يتعلق بالشأن الليبي تستخدم السياسة والدبلوماسية مع تونس والجزائر وتشاد والسودان، وهي الدولة المحيطة بليبيا، إلى جانب التعاون مع الجيش الوطني الليبي، وتبقى المصلحة الجوهرية المصرية في النهاية هي منع قوى الإرهاب من التمكن في ليبيا، وهو ما تسعى إليه مصر بتحقيق توافق روسي أمريكي أوروبي حول هذه القضية.

تراكم النقاط

وأضاف السعيد: «أن السياسة لعبة تراكم بالنقاط، وأعتقد بأن دول الجوار المباشر سوف يكون لها دور معنوي ودبلوماسي ستلجأ إليه مصر في التوقيت المناسب.

ففي الوقت الذي تتصرف فيه تركيا بشكل أكبر بكثير من إمكانياتها -كما لو كانت دولة عظمى- تتعامل مصر مع التوتر القائم بحكمة شديدة، خاصة أن هناك محاولات لتشتيت مصر عن عملية التنمية الداخلية».

أمَّا السياسة التركية -بحسب السعيد- فقد أصيبت بحالة من التناقض والتخبط، فمن جانب هناك صدام بينها وبين الإدارة الأمريكية بسبب صفقة صواريخ إس 400، إضافة إلى التناقض مع أوروبا، خاصة بعد محاولات الابتزاز التركية باستخدام قضية اللاجئين.

فاعلية دول الجوار

حول غياب دور فاعل في الأزمة الليبية لمجموعة دول الجوار التي تضم، إلى جانب مصر، تونس والجزائر والسودان وتشاد، والنيجر، يقول عبدالمنعم السعيد إن دول الجوار تمثل القوى الإقليمية التي تسعى مصر إلى التوافق معها.

لكن هناك أوضاع خاصة تمسّ عدداً من دولها، فالسودان على سبيل المثال منشغل جداً بالداخل، وهذه أوضاع تحتاج إلى جهود كبيرة، تشغلها عن المسألة الليبية، وكذلك الأمر في تونس والجزائر.

Email