يتجول عمار السعدي بسترته الرياضية وملابسه الأنيقة، بين خيام وأكشاك المعروضات التي تصطف أمامها عجلات «التكتك»، وهو يتفحص جودة المعروضات، ونظام العرض، وما هي النواقص التي يجب تلافيها في معارض البازارات المقبلة، وكيفية استقطاب بقية المنتجات العراقية الجيدة، ودفعها لسد النقص الحاصل جراء مقاطعة البضائع الإيرانية، التي كانت مستحوذة على الأسواق العراقية
ويقول عمار، المسؤول في لجنة المعارض بساحة التحرير، إن «البازار»، ليس تجارياً بقدر ما هو معرض للإنتاج الوطني العراقي، والعمل على تشجيعه وتطويره، في مواجهة غزو البضائع الإيرانية خصوصاً، وتفضيل المنتج الوطني على غيره عموماً، والهدف الأساسي هو إعادة المعامل العراقية للعمل، وتشغيل آلاف العاطلين، كونه واجباً وطنياً، بعد أن عملت الجهات الحاكمة منذ عام 2003 على تعطيلها وتخريبها، ليبقى البلد خاضعاً للإرادات الخارجية وأدواتها.
ويضم البازار، الذي خصص ريعه لدعم الانتفاضة، الكثير من منتجات المعامل الوطنية، التي تمت إعادة تشغيلها، ولا سيما معامل تعليب المواد الغذائية والمشروبات الغازية والعصائر، بعد إعلان المنتفضين عن مقاطعة البضائع الإيرانية، والدعوة إلى تشجيع المنتج المحلي، ما دفع أرباب العمل إلى إعادة تشغيل العديد من المعامل المتوقفة، وزيادة إنتاجية الضعيفة منها، تلبية للطلب المتنامي، وإرضاء رغبات المواطنين.
تظاهرة الجلود
وكشف عمار عن إجراء متظاهري ساحة التحرير اتصالات مكثفة مع أصحاب الشركات والمعامل الأهلية، لبحث مشاكلها، وكيفية حلها، وكذلك مع مديري المعامل والشركات الحكومية المتلكئة، ومنها التظاهرة التي شهدتها شركة الجلود العراقية، في منطقة الكرادة، حيث قام المتظاهرون بشراء كل معروضات الشركة، من الألبسة والأحذية والحقائب والمواد التراثية، فيما وعد المدير العام للشركة بمضاعفة الإنتاج من السترات، التي تميزت بجودتها، وتنشيط وإعادة تشغيل الخطوط المتلكئة والمتوقفة، بعد أن لمس الحماس لاقتناء منتجات معامل الشركة، التي كان العراق يصدر الكثير منها كفائض إنتاج، كما يحرص الزائرون الأجانب على اقتنائها، كونها أفضل من مثيلاتها الأجنبية.
ويوضح عمار أن منتجات شركة الجلود العراقية تميزت بجودتها وأناقتها ومتانتها طيلة عقود، ولكنها واجهت الكثير من الإهمال والمحاربة، من قبل تجار الأحزاب الحاكمة، فيما أكد المدير العام طلبه أن يكون لشركته جناح في بازار التحرير لعرض السترات والحقائب والأحذية والأحزمة، وغيرها من المواد التي اشتهرت الشركة بإنتاجها، مشيراً إلى قرب توجه المتظاهرين نحو شركة إنتاج السجاد اليدوي والميكانيكي المتوقفة، لإعادة تشغيلها، رغم الخراب الكبير الذي أصابها طيلة السنوات الـ 16 الماضية.
