الإمارات في العالم لؤلؤة فـي سماء التعاون المشتـرك وزيـارات عـزّزت مكانة الدولة عالمياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

العام القادم 2020 سيكون عام الاستعداد للخمسين، أي مرور خمسين عاماً على تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة.

هكذا أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قبيل نهاية العام 2019، مضيفاً «قبل خمسين عاماً صمم فريق الآباء المؤسسين حياتنا اليوم.. ونريد العام القادم تصميم الخمسين عاماً القادمة للأجيال الجديدة».

لم يكن الوصول إلى حياة اليوم مفروشاً بالورود، بل بالعمل الصعب المفعم بالإرادة والتصميم وروح الفريق الواحد قيادة وشعباً. وكان 2019 عاماً حافلاً بالنشاط الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي.

كما أن الدبلوماسية الإماراتية عملت بدينامية وحيوية كانتا قادرتين على تحويل المنجز الداخلي إلى مكانة دولية ودور يتجاوز الحدود والمساحة، حيث باتت الإمارات مقصد القادة والزعماء الباحثين عن حلول للأزمات، فيما فتحت العواصم المهمّة أبوابها لقادة الدولة، إدراكاً منها بأن العلاقة مع الإمارات ذات جدوى، بل هي ممر لفتح النوافذ على المنطقة.

منذ تأسيسها انتهجت الإمارات سياسة إقليمية ودولية متوازنة وبعيدة عن المحاور والصراعات الدولية، سياسة مبنية على المبادئ وتوازن المصالح وتعدّد العلاقات.

هذه السياسة بقيت ديدن الإمارات على الدوام منذ أن أرسى قواعدها مؤسس الدولة وباني نهضتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، جعلت الإمارات تتبوأ مكانة مرموقة إقليمياً ودولياً.

وكما هي دائماً، كانت القيادة تعمل كخلية نحل، تزور العواصم وتستقبل الزعماء والمسؤولين الذين يكنون الاحترام والتقدير لتجربة الإمارات في التنمية والنهوض وحفر المكانة في صخر العلاقات الدولية في عالم مضطرب.

آفاق الصين

في أبريل 2019، زار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، جمهورية الصين الشعبية، وأجرى مباحثات مهمّة مع رئيسها شي جين بينغ، في بكين، على هامش أعمال منتدى «الحزام والطريق للتعاون الدولي».

وإذ أكد سموه أن العلاقات الوثيقة والشراكة الاستراتيجية القائمة مع الصين بكل ما تتمتع بها من مقومات حضارية واقتصادية كبيرة تدعم توجهات الإمارات نحو المستقبل، أعرب الرئيس الصيني عن تقديره للدور الرائد لدولة الإمارات، على الصعيدين الإقليمي والدولي، وإسهاماتها في دفع وتيرة التعاون الدولي وحرصها على مد جسور التواصل مع شعوب العالم، ما يعكس نهج الانفتاح المتوازن، الذي تتبعه الإمارات في علاقاتها الخارجية، ويؤكد مدى حرص قيادتها على تأكيد قيام الإمارات بدور مؤثر في إفشاء روح التسامح والتعاون كأساس مهم لتمكين شعوب العالم من اجتياز التحديات المشتركة التي تواجه العالم.

16 اتفاقية

وفي يوليو، زار بكين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في خطوة نوعية تعزز الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات والصين، خصوصاً أنها أثمرت 16 اتفاقية ومذكرة تعاون في الدفاع والاقتصاد والتجارة والبيئة والتعليم والجمارك والطاقة.

وأكد سموه أن الإمارات والصين تجمعهما تطلعات وطموحات ورؤى مشتركة للاستثمار في بناء الإنسان ولمستقبل يسوده الأمان والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

وبمناسبة الزيارة، كتب وانغ يي وزير خارجية الصين أن دولة الإمارات «ستصبح لؤلؤة لامعة» على طول ممر «الحزام والطريق». وقال إن التعاون بين الإمارات والصين «لا يُفيد الدولتين والشعبين فحسب، بل إنه مثال إيجابي على التعاون بين دول الخليج والصين فيما يخص مبادرة الحزام والطريق».

وتابع: إن الإمارات شريك حقيقي للصين في هذه المبادرة نظراً لـ«موقع الإمارات وثرواتها الطبيعية ومجتمعها المسالم، إضافة لكونها محوراً للتجارة والاقتصاد والمال والشحن في الشرق الأوسط عامةً والخليج خاصة».

القمة الخليجية

في ديسمبر 2019، كانت الإمارات حاضرة بدورها وتأثيرها في القمة الخليجية الـ40 بالرياض، حيث ترأس وفدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وكانت قبل ذلك حاضرة في معرض البحرين الدولي للدفاع 2019 بالمنامة في أكتوبر، بجناحٍ خاص تولى تنظيمه مجلس الإمارات للشركات الدفاعية.

زيارات للعواصم

في يناير، 2019، وصل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى إسلام آباد في زيارة رسمية إلى باكستان. وفي فبراير، زار سموه كوريا الجنوبية.

وفي نوفمبر زار سموه الرياض وأجرى مباحثات ودية مع كبار المسؤولين في المملكة، وفي مايو زار القاهرة وتبادل مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأحاديث الودية التي عكست عمق العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين.

وفي يوليو، زار سموّه جمهورية إندونيسيا، وأجرى مباحثات مهمة مع الرئيس جوكو ويدودو الذي أكد حرص بلاده على تعزيز علاقاتها بدولة الإمارات وتنميتها إلى آفاق جديدة من التعاون والشراكة الثنائية التي تخدم أهداف البناء والتنمية والتقدم في البلدين.

وفي يونيو زار سموه برلين، والتقى الرئيس الألماني الدكتور فرانك فالتر شتاينماير، كما بحث مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات، إضافة إلى عدد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك ومجمل التطورات الإقليمية والدولية. وفي سبتمبر، زار سموه جمهورية بيلاروسيا والتقى رئيسها أليكسندر لوكاشينكو في العاصمة مينسك.

استقبالات

وللتدليل على المكانة التي تحظى بها الإمارات دولياً، يكفي التذكير بأنها استقبلت خلال عام 2019 وحده أكثر من ستة عشر زعيماً ومسؤولاً دولياً رفيعاً، على رأسهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي زار الدولة في أغسطس 2019، وقال مما قاله إن بلاده تجد في الإمارات شريكاً مهمّاً لتحقيق حلمها الطموح.

وكانت زيارة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية للإمارات في فبراير 2019، حدثاً تاريخياً بكل ما للكلمة من معنى، حيث وقّع في أبوظبي مع فضيلة الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر وثيقة الأخوة الإنسانية، تعبيراً عن أهمية الدور الذي تضطلع به الإمارات في تعزيز ثقافة التسامح والتعايش المشترك.

ساعة المستقبل

حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل زيارته الأخيرة للدولة في أكتوبر 2019، عكس مستوى التنسيق بين الإمارات وروسيا على كل المستويات. يقول: «لن أكشف سراً كبيراً إذا قلت إننا على اتصال دائم مع قيادة دولة الإمارات، بل ونشأت لدينا تقاليد وممارسات معينة، فلدينا إمكانية ضبط ساعة نشاطنا على توقيت واحد».

حديث بوتين الخالي من المجاملة يؤكد الأهمية الاستراتيجية للإمارات في منطقة مليئة بالرمال المتحركة، إذ تأتي كونها دولة فتية شابة، تختار بعناية أين تضع قدميها قبل أن تخطو، وتمضي في مسار منهجي مدروس وبلا انفعال وفي سياقات علمية تتواءم مع التعبير البوتيني «ضبط ساعة النشاط».

مصر والسعودية

وفي نوفمبر الماضي، عقد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي زار الدولة. وأعرب السيسي عن بالغ سعادته بزيارة الإمارات، وأشاد بالمواقف المشرفة التي تتخذها لدعم مصالح الشعوب العربية وقضاياها، متمنياً لدولة الإمارات مزيداً من الرخاء والازدهار.

وسجل كلمة في سجل كبار الشخصيات في القصر قال فيها: «من دواعي سروري زيارة دولة الإمارات الشقيقة التي أكنّ لها ولشعبها كل محبة وتقدير.. مع خالص الشكر والتقدير لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة».

في نوفمبر أيضاً، زار الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير دفاع في المملكة العربية السعودية الشقيقة، دولة الإمارات العربية المتحدة في زيارة دولة.

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مقدمة مستقبليه والوفد المرافق لدى وصوله مطار الرئاسة في العاصمة أبوظبي.

صرح تاريخي في باريس يحمل اسم «خليفة»

إطلاق اسم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على صرح تاريخي في باريس، يعبّر عن مكانة سموه ومكانة دولة الإمارات.

ويعود مسرح نابليون الثالث في قصر فونتانبلو قرب باريس، وهو تحفة معمارية من زمن الإمبراطورية الثانية، بعدما طواه النسيان لأربعة عشر عقداً، وإثر أشغال استمرت 12 سنة بفضل مساهمة مالية قدرها 10 ملايين يورو من دولة الإمارات.

وقد ساهمت الهبة الإماراتية في عودة الروح إلى مسرح نابليون الثالث في قصر فونتانبلو قرب باريس، بعدما طواه النسيان لـ14 عقداً، ما جعل منه تحفة فنية تحمل اسم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تقديراً من فرنسا للاهتمام الذي يوليه سموه لرعاية الثقافة وصون التراث في العالم.

 

 

Email