طاقة إيجابية متجددة وعزيمة غزية لا تنضب، ففي كل يوم تولّد موهبة وفكرة إبداعية جديدة من رحم الآلام، لاسيما مع استمرار الحصار المفروض على غزة منذ ما يزيد على 13 عاماً.

وبرغم قلة الاهتمام من المؤسسات والمسؤولين لكل إبداع، إلا أن أصحاب الفكرة يطوّعون الواقع بأقل التكاليف للخروج بفكرة عالمية.

شاب من غزة رسخ معادلة أن لا يأس مع الحياة، ومن قلب المعاناة تتعدد الإنجازات والنجاحات.

باهي الضبة (23 عاماً) حول هوايته في فن الرسم إلى هدف يوصله إلى العالمية مع أكبر شركات السيارات العالمية، بعد رسمه عدة تصميمات مميزة للسيارات، وهو ما وجد استحساناً وقبولاً من شركة BMW العالمية، وأثنت على تصميماته التي قدمها للشركة.

الرسم

يقول الضبة: «منذ صغري وأنا أعشق الرسم، وكنت أهتم كثيراً في درس الرسم في المدرسة وكانت حصة الرسم هي الأفضل لي وكذلك أحببت مدرس الرسم وأحبني لتميزي بلوحاتي الفنية،

وأضاف الضبة كنت أقوم بتطوير نفسي في كل يوم وقمت بالانتقال من الرسم على الأوراق إلى الرسم والتصميم على جهاز الكمبيوتر وذلك عبر برامج مخصصة وصولاً للرسم والتصميم ثلاثي الأبعاد.

الشاب الضبة يجلس بالساعات ويسهر الليل لتحويل ما قام برسمه على الأوراق إلى رسومات إلكترونية، غير آبه لطول الوقت الذي يقضيه على جهاز الكمبيوتر نظراً لاندماجه وحبه إلى هذه الموهبة.

الظروف

وعن المعيقات التي واجهت الضبة أشار إلى أن الظروف الاقتصادية في غزة وقلة الإمكانيات المتوفرة لديه يشكلان عائقاً كبيراً أمام تطوير اختراعه، مضيفاً أن القطاع يفتقر إلى المراكز والمؤسسات التي تهتم بالمخترعين والمواهب المتنوعة.

ويؤكد أن العديد من الشباب يمتلكون مواهب واختراعات لكنها مدفونة وهي على قيد الحياة، مستطرداً أنه لا أحد يهتم بهم ويطور مهاراتهم الفريدة.

وأضاف، أنه كان يرسم على الورق والجدران، وكانت هوايته حب رسم السيارات الفارهة، وهو ما جعل منه متخصصاً في تصاميم السيارات، بعد بحثه في هذا المجال.

واختار الشاب الضبة تخصص كهرباء السيارات كونها الأقرب لطموحاته، وأخرج أول رسمة لهيكل سيارة في العام 2007، أي قبل ثلاثة عشر عاماً. وأضاف أنه تخصص في المرحلة الجامعية وسائط متعددة لكي يجيد العمل على مختلف برامج التصميم ذات العلاقة بموهبته وهو ما كان له أثر إيجابي على موهبته في إثرائها.

وعن اهتمامه برسم السيارات، أشار أن هذا المجال استهواه لأنه بحاجة إلى ذكاء وفطنة، وأنه عمل متميز لا يجيده أي إنسان.

وأكد أن الاهتمام في الرسم الورقي كان في الشكل الخارجي للسيارة، ولكن الآن وبعد إتقانه على الرسم ثلاثي الأبعاد أصبح بإمكانه رسم التفاصيل الدقيقة للسيارة من الداخل. وفقاً للمعايير التي تطلبها الشركات الدولية.

وأوضح أنه أرسل تصاميمه لأكثر من شركة عالمية من بينها شركة «بي ام دبليو» الألمانية الشهيرة في عالم السيارات، موضحاً أن تصاميمه وجدت قبولاً من قبل الشركة وأبدوا إعجابهم بها، وأبلغوه أنّه على سلم أولوياتهم في الفترة القادمة لكي يكون ضمن فريق الشركة المهتم بتطوير السيارات.