يواجه الطلبة السوريون في مخيم الزعتري عقبات متعددة خاصة في إكمال مسيرتهم الجامعية، فالكثير منهم يتوقفون عن الدراسة بعد مرحلة «امتحان التوجيهي».

فسوء الأوضاع الاقتصادية يعد المانع الأول لعدم الاستمرار في تحقيق طموحاتهم، ليتحول الفرح في المعدل المرتفع إلى حالة إحباط وكآبة تلاحق الشاب أينما ذهب.

تجمع الطلبة السوريين في الزعتري هو تجمع انطلق منذ يونيو الماضي ليخلق بيئة للتواصل مع أكبر شريحة ممكنة من الطلبة ويتابع مستجداتهم ويستفيد من طاقاتهم لتوظيفها واستثمارها في خدمة المجتمع المحيط عامةً والسوري منهُ خاصة، من خلال طرح العديد من المبادرات والنشاطات بشكل دوري لإكساب الشباب الخبرات في مجال التطوع وريادة الأعمال.

تغيير الواقع

يقول منسق التجمع محمد خلف: «الشباب السوري يتميز بنشاطه وقدرته على تغيير الواقع إضافة إلى خلق الفرص، منذ اللحظات الأولى من تواجدنا في الأردن ونحن على تواصل مستمر نسعى إلى حل المشاكل ذات الأبعاد المختلفة بواسطة تعاوننا.

ونحاول أن يكون التجمع هو المظلة الكبرى لترسيخ أعمالنا، هذا التجمع الذي يضم بالدرجة الأولى المبادرات المتخصصة في مجال التعليم مثل مبادرة دينار الخير التي من خلالها نجمع المبالغ ونمنحها للطلبة الذين يرغبون في الالتحاق بالجامعات ودراسة التخصصات المتنوعة.

للأسف الشباب السوري يواجه مشاكل في المخيم تتعلق بكيفية تأمين الرسوم الجامعية، علاوة على أن بعض المنح عملت على تدريس عدد من الشباب لمدة محددة ومن ثم تخلت عنهم، وأصبحوا عالقين وحائرين بين الواقع والطموح.

أيقونة

التجمع بحسب محمد هو أيقونة للأعمال التطوعية والخيرية التي يحتاجها المخيم حتى تصبح بيئته أفضل، يضيف محمد:

إننا في الأردن منذ سنوات، ومن جاء طفلاً صغيراً أصبح الآن في المدرسة، وهذا الواقع الذي فرض نفسه يجب أن نتحداه ونسعى جاهدين إلى تحسينه، فالتعليم بالنسبة لنا في غاية الضرورة للحفاظ على هذه الأجيال وعدم هدمها، فنحن من سنعود يوماً من أيام ونعيد المجد لسوريا ونعمل على إعادة بنائها ورفع راياتها.

يضم التجمع ما يقارب المئة طالب وطالبة يدرسون في مجالات عديدة، يجتمعون دوماً لإطلاق المبادرات المجتمعية التي لها أثر كبير يحرص كل الحرص على توعية أهالي المخيم وعائلاتهم. يبين محمد أن هذه المبادرات تحفز على القراءة وأيضاً تعمل على تنوير الأهالي حول خطورة الزواج المبكر وعمالة الأطفال وغيرها من المواضيع المهمة التي تؤثر على مسار مستقبل الشباب.

ولكننا في الحقيقة نواجه مشكلة عدم وجود حاضنة لنا تعمل على دعم مشاريعنا وأفكارنا.

رسالتنا كتجمع شبابي يختص في المبادرات الإنسانية والتعليمية أن نقاوم الإحباط وأن نجاهد من أجل تحقيق أحلامنا، والتعاون هو مفتاح تسهيل جميع المهمات الصعبة والخروج من حالة الضيق التي نعيشها يومياً. والمراهنة دوماً على همتنا وعزيمتنا وإدراكنا أن العمل التطوعي والإحساس بالآخرين سيجعلنا نشعر بالقوة.

1174

قدم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، خدماته من خلال عيادات مختبر التحاليل والأشعة التخصصية في مخيم الزعتري، لما يزيد على (1174) مراجعاً خلال شهر نوفمبر من العام الجاري.

وأشار المدير الإقليمي الدكتور بدر السمحان إلى أن الخدمات التي تقدمها عيادات مركز الملك سلمان تعد الأحدث من نوعها في المخيم، لما يتوفر فيها من أجهزة ومعدات وتجهيزات متطورة وتحتل المرتبة الأولى، من حيث استقبال المرضى والمراجعين لجميع الفئات العمرية للاجئين السوريين بمخيم الزعتري.

وأكد السمحان أن عشرات الآلاف من الأسر السورية المقيمة في المخيم، استفادت من الرعاية الطبية التي توفرها عيادات مركز الملك سلمان للإغاثة في مختلف التخصصات الطبية.

من جانبهم، عبر السوريون المستفيدون من الخدمات الطبية التي تقدمها عيادات مركز الملك سلمان للإغاثة في مخيم الزعتري، عن رضاهم على جودة الخدمات التي تقدم داخل العيادات، وتوفير الأدوية التي يحتاجونها بشكل مستمر.