أنهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس، الجدل الدائر حول اعتماد قانون سيزر (قيصر)، منذ العام 2015 حين كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ترفض تبني هذا القانون أو الحديث عنه في أروقة البيت الأبيض.


وقال مصدر في فريق «قيصر»، الذي قام بتهريب آلاف الصور من السجون السورية لـ«البيان»، إن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما اطلع على الملف بشكل دقيق، إلا أنه رفض إجراءات التوقيع بشكل نهائي، وتهرب من الاضطلاع بمسؤولية هذا الملف، واصفاً إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنها أسوأ إدارة في التعامل مع الملف السوري.


وحسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النقاش حول قانون قيصر، ليصبح القانون الذي يفرض عقوبات على الحكومة السورية وداعميها نافذاً منذ الأمس، إذ يقضي هذا القانون «قيصر حماية المدنيين في سوريا» بالتدخل في سوريا بموجب القوانين الأمريكية لحماية الأمن القومي، كما أن قانون «قيصر» لحماية المدنيين السوريين أصبح الآن ضمن ميزانية الدفاع للعام 2020، ما يعني صلاحيات أمريكية واسعة للتدخل العسكري في سوريا.


وبعد توقيع ترامب على القانون، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بياناً أوضحت فيه أهمية هذه الخطوة، من أجل تعزيز المحاسبة عن الفظائع التي ارتكبها مجرمو الحرب في سوريا من كل الأطراف.
وحول التداعيات الدولية والإقليمية لقانون قيصر؛ أوضحت لجنة شؤون القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أن هذه الوثيقة تقضي بفرض عقوبات على الأطراف، التي تقدم دعماً لمحاولات الجيش السوري لتحقيق انتصار عسكري. ولفتت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية إلى أن هذه الإجراءات تشمل تطبيق عقوبات على شركات أجنبية حال تبين أنها تقدم أي دعم لعمليات الجيش السوري.


ولم يستبعد محللون أن تكون إيران على وجه الخصوص وحزب الله اللبناني في دائرة الاستهداف الأمريكي، فيما روسيا بطبيعة الحال تعيش عقوبات أمريكية منذ بداية التدخل الروسي في سوريا نهاية سبتمبر العام 2015.


أداة ضغط


واعتبر المحلل العسكري، حاتم الراوي أن هذا القانون الجديد هو بمثابة الضغط على الحكومة السورية، وليس سلاحاً مباشراً يوجه إلى دمشق، لافتاً إلى أن التدخل الأمريكي ليس بحاجة إلى قوانين من هذا النوع، فالولايات المتحدة تدخلت في سوريا ضد تنظيم داعش من دون قوانين، لكن العديد من المراقبين استبعدوا أن يكون هناك تحرك عسكري عبر هذا القانون، معتبرين أنه وسيلة ضغط من أجل حلول سياسية في سوريا ومساومات مع الحكومة السورية.


وصوت لصالح مشروع القانون 86 مقابل رفض 8 في المجلس الذي يسيطر عليه الجمهوريون، ومن المقرر إرسال مشروع القانون إلى البيت الأبيض، علماً بأن ترامب تعهد باعتماده في أسرع وقت ممكن، حيث قال عبر حسابه على «تويتر» الأسبوع الماضي، إنه سيوقع على مشروع القانون بمجرد تمريره، مؤكداً أنه يتضمن كل أولوياته.


وأطلق على القانون اسم «قيصر» وهو اسم حركي ينسب لمصور عسكري سوري عام 2013، ونشر تسريبات تتضمن ما يفوق 50 ألف صورة لآلاف السجناء، الذين قضوا بسبب التعذيب في السجون، وأثارت الصور ضجة عالمية سرعان ما تراجع الاهتمام بها بسبب توازنات سياسية دولية حول سوريا. وكان مشروع القانون قد تم تقديمه، والتصديق عليه مرتين في مجلس النواب عامي 2016 و2017.