«الوفاق» تفعّل الاتفاق مع تركيا

الجيش الليبي يضيق الخناق على الميليشيات في طرابلس

مدرعات الجيش الوطني على إحدى جبهات القتال ضد ميليشيات طرابلس | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في تحد للمجتمع الدولي، أقدمت ما تسمى حكومة الوفاق على تفعيل مذكرة العار مع تركيا والتي تمكّن أنقرة من استباحة الأراضي الليبية وإرسال الأسلحة والإرهابيين إلى البلاد.

وأعلنت حكومة الوفاق موافقتها على تفعيل الاتفاق مع تركيا، ما يفتح المجال أمام التدخل العسكري التركي المباشر في ليبيا.

وتوعّد مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي العميد خالد المحجوب، باستهداف أي قوات تركية تصل البلاد. وأشار في مداخلة تليفزيونية، إلى أنّ القوات المسلحة ستستخدم كل ما تملك من وسائل الدفاع سواء بالضربات الجوية أو البرية أو غيرها.

واستبعد المحجوب أن ترسل تركيا قواتها إلى ليبيا قائلا: «لأن ذلك يعد انتهاكا لقرارات مجلس الأمن، وقرار فايز السرّاج رئيس حكومة الوفاق باستدعاء قوات تركية مجرد غطاء لرفع معنويات الميليشيات، ونهاية حكومة السراج أصبحت قريبة».

تقدّم

ميدنياً، استمر الجيش الوطني الليبي، أمس، في تقدّمه نحو قلب طرابلس، بعد معارك طاحنة شهدتها أحياء المداخل الجنوبية للعاصمة ومن بينها صلاح الدين والهضبة اللتان دخلهما لأول مرة منذ انطلاق عملية طوفان الكرامة، كما تواصلت المواجهات في منطقتي العزيزية وعين زارة وسط تقهقر واضح في صفوف الميليشيات.

وعلمت «البيان»، من مصدر عسكري مطلع، أن سلاح الجو الليبي بدأ في استعمال المروحيات لتمشيط المناطق المحررة واستهداف تجمعات الميليشيات في محاور القتال.

وطالب بيان لشعبة الإعلام الحربي بالجيش الليبي، سكان الهضبة، بأخذ أعلى درجات الحيطة والحذر والابتعاد عن مواقع وتجمعات ومقرّات الميليشيات، بالتزامن مع بدء الطيران الحربي في تنفيذ كل الخطط المكلفة بها لتغطية تقدم الجيش بمنطقة الهضبة جنوب طرابلس.

وضيّق الجيش الوطني على فلول الميليشيات في طريق المطار، وسيطر على أغلب الأحياء المحيطة به، فيما أعلنت قوة نظامية من مدينة الخمس بين طرابلس ومصراتة، انحيازها للجيش الوطني واستعدادها للقتال في صفوفه.

استعداد شعب

سياسياً، جدّد مجلس النواب الليبي، أمس، رفضه ما أسماه الاتفاق الباطل بين تركيا وما تسمى حكومة الوفاق. وأعرب المجلس في بيان، عن استنكاره للتدخلات المتكررة من قبل النظام التركي في الشأن الداخلي الليبي. وأكّد المجلس استعداد الليبيين للرد على أي تهديدات تمس سيادة بلادهم ومصالحها.

مضيفاً أن الشعب الليبي الذي جابه المستعمر على مر تاريخه وقدم ‏سبيل كرامته وسيادته لن يتوانى عن التصدي للأطماع التركية في ليبيا. وأعرب البيان عن تأييد المجلس للخطوات التي اتخذها رئيسه، عقيلة صالح بمخاطبة المؤسسات والهيئات الدولية والإقليمية ببطلان هذه الاتفاقية، ومطالبة مجلس النواب بسحب الاعتراف الدولي من حكومة فايز السراج.

سحب اعتراف

في السياق، قال الناطق باسم مجلس النواب، عبد الله بليحق، إن رئاسة البرلمان دعت الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي لسحب الاعتراف مما يسمى المجلس الرئاسي.

مشيراً إلى أن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح تواصل مع عدد من زعماء الدول العربية والأفريقية وهو في تنسيق متواصل معهم لحضهم على اتخاذ قرار شجاع يسحب الاعتراف بحكومة فايز السراج كممثل لليبيا، نظراً لأنها حكومة غير منتخبة ولم تنل الثقة من مجلس النواب بصفته الجهة التشريعية الوحيدة في ليبيا المنتخبة مباشرة من الشعب الليبي.

مقاومة

أعلن مجلس قبائل الزنتان، ومكتب المنسق الاجتماعي ومؤسسات المجتمع المدني والمجلس البلدي والقوى المساندة للزنتان، ساعة الصفر ومقاومة ما أسماه المستعمر التركي، وتقديم الدعم اللامحدود لقوات الجيش في آخر مراحل تحرير العاصمة.

وقال مجلس قبائل الزنتان والجهات الداعمة له، إن طرابلس تشهد سطوة الميليشيات الإرهابية المتمترسة وراء ما تسمى حكومة الوفاق وأعوانها من المجرمين الذين ارتكبوا شتى أنواع الجرائم بحق الشعب الليبي، لاسيّما في العاصمة، ما خلف فوضى وغياباً كاملاً للأمن والاستقرار.

تسوية أزمة

بحث وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، مع نظيره الألماني هايكو ماس، خلال اتصال هاتفي، خطط برلين لعقد مؤتمر دولي حول ليبيا.

وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن الاتصال تناول سبل تسوية الأزمة الليبية مع التركيز على دفع عملية التسوية السياسية بواسطة إطلاق حوار وطني شامل يشارك فيه جميع أطراف النزاع.

وذكر البيان أن الوزيرين بحثا أيضاً الوضع في أوكرانيا مع إعطاء الأولوية للتطبيق المتواصل لاتفاقات مينسك حول إنهاء النزاع المسلح بجنوب شرق أوكرانيا. وأشار البيان إلى ضرورة مواصلة العمل في إطار صيغة النورماندي، مع الأخذ بعين الاعتبار نتائج القمة التي عقدت في باريس في 9 ديسمبر.

وتخطط ألمانيا لعقد مؤتمر يضم وزراء خارجية مجموعة الدول السبع والدول المعنية بالملف الليبي، في وقت تواصل فيه الميليشيات الإرهابية المدعومة من رئيس حكومة الوفاق فايز السراج والنظام التركي نشر الإرهاب، وسط توقعات بألا تلتزم بأي اتفاقات.

وسبق وعقد مؤتمر باريس حول ليبيا في مايو 2018 لوضع خارطة طريق لتنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، تلاه مؤتمر باليرمو في إيطاليا نوفمبر لدعم عقد ملتقى وطني شامل بقيادة ليبية، إلا أن هذين المؤتمرين فشلا في تحقيق مخرجاتهما، بسبب افتقاد الآليات الحقيقية لتنفيذها على الأرض، وإهمال الترتيبات العسكرية والأمنية وتفكيك الميليشيات ونزع سلاحها.

Email