فرنسا .. «مكاتيب».. توثيق لأفكار من رحلوا

ت + ت - الحجم الطبيعي

ينتهي الإنسان بنهاية أجله، فيغيب الجسد ويبقى العمل الذي يترجم لذكريات في قلب وعقل الأهل والأصدقاء والأحباب، كل يصوغها بطريقته ومدى محبته.

جولييت ريفا، شابة فرنسية قُتل حبيبها في حادث الهجوم الإرهابي على صحيفة «شارلي إبدو» يوم 7 يناير 2015، تاركاً رسوماً ومقالات عديدة قررت جمعها إلى جانب مجموعة من الرسائل الخاصة بينهما، لتكوّن أرشيفاً خاصاً بها يوثق أجمل الذكريات بينهما، ومع الوقت قررت جولييت.

وتحديداً أول يناير 2018، إشهار رابطة تحت عنوان «مكاتيب» تضم أسراً وأقارب ضحايا قُتلوا أو انتحروا أو فارقوا الحياة بأي شكل، تاركين قصاصات ورق ورسائل إلكترونية تحمل رائحة الوصل القديم وروابط المحبة، في جُمل وعبارات مات صاحبها جسداً، لكنه ترك من روحه ما يطيب آلام الفراق.

حلم

تقول جولييت ريفا (35 عاماً) لـ«البيان»: «قتل فريدريك بواسو، العامل البسيط في مجلة «شارلي إبدو»، عام 2015، في هجوم إرهابي مرعب، فريديرك كان زوجي منذ 6 أشهر قبل مقتله، كان فريدريك عامل نظافة في المجلة، لكنه كان يحب الكتابة، وكان يشارك بأعمال ساخرة بين الحين والآخر، وحلم طوال الوقت بأن يكون كاتباً ساخراً.

لذلك ترك الكثير من الأوراق لي، وبعضها رسائل إلكترونية بقيت لي في المنزل بعد مقتله، جمعتها ورتبتها في أرشيف أو ألبوم أصبح هو الأنيس الوحيد لي، يذكّرني بكلامه فأستحضر روحه من بين الكلمات، كان هذا الأرشيف في الحقيقة وسيلة رائعة لتخفيف مرارة الفقد، وتضميد جراح الفراق، وهنا جاءتني الفكرة».

إجراءات

«وفي أول يناير 2018، بعد أن بلغ عددنا نحو 220 شخصاً يملكون أرشيفاً مكتوباً لأفكار أحبائهم، قررنا إشهار رابطة تحت عنوان «مكاتيب»، نتبادل من خلالها الأفكار، ونقوم بدراسات عن أفكار أحبائنا الذين غيّبهم الموت جميعاً، لكن إجراءات الإعلان رسمياً للرابطة صعبة، تحتاج إلى مقر ورسوم وأوراق وإجراءات كثيرة، لهذا تعطل الإعلان رسمياً إلى حين جمع التبرعات من الأعضاء.

وبدأت رحلة الإعلام والتوثيق وإقامة معرض خاص بهذه الرسائل، فالمشوار أوشك على الانتهاء، وخلال شهور سوف ترى رابطتنا النور، ونحيي ذكريات أحبائنا وسط الجمهور، مسألة وقت ليكتمل حلمنا الذي ما زال في مرحلة التكوين، وتصبح كلمات أحبائنا واقعاً وشيئاً ملموساً».

10

حطم متحف اللوفر الفرنسي العام الماضي الرقم القياسي في عدد الزيارات للمتاحف على المستوى العالمي، باستقباله أكثر من 10 ملايين زائر.

وجاء الأمريكيون على رأس الزوار الأجانب للمتحف. واستقبل متحف اللوفر في باريس أكثر من 10 ملايين زائر في 2018، محطماً جميع الأرقام القياسية بخصوص أعداد الوافدين على المتاحف في ربوع العالم، مسجلاً بذلك ارتفاعاً بـ 25% مقارنة مع 2017 (8,1 ملايين زائر).

وفي بيان، عبرت إدارة المتحف عن سعادتها بهذا الإنجاز بالقول: «حتى اليوم لم يسجل أي متحف في العالم هذا العدد من الزوار». وكانت غالبية الزوار من الأجانب، خاصة من الولايات المتحدة، والدول الأوروبية الأخرى، إضافة إلى الصين والبرازيل. ويأتي الأمريكيون على رأس الزوار الأجانب.

وفي تصريح لإذاعة «فرانس أنفو»، قال أحد السياح الأمريكيين:«نحن في باريس لبضعة أيام، والمتحف من الأمكنة التي من المفروض زيارتها» في العاصمة الفرنسية. وفي نفس السياق أضاف سائح أمريكي آخر: «إنه مكان له قيمة خاصة»، قبل أن يتابع: «يوجد أبناؤنا معنا، وأعتقد أنها فرصة بالنسبة لهم للتعرف على ثقافة أخرى. ومن الخطأ عدم زيارة اللوفر».

Email