«أبو علم» يواجه سلاح القتل في العراق بالسلمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ربما لا يعرف معظم المعتصمين في ساحة التحرير اسمه، فيما لا يعرفه الطرف الثاني «قوات الشغب»، إلا أن الجميع يحبونه ويحترمونه، ويحترمون الاسم الذي أطلق عليه «أبو عَلَم»، ذلك انه يرفع العلم العراقي بيده وهو فوق الطابق الرابع عشر، والأخير، في بناية المطعم التركي، الملاصقة لساحة التحرير وسط بغداد، والتي تمت تسميتها «جبل أحُد» من قبل المتظاهرين.

يبدأ «أبو علم» صباحه مبكراً، بالصعود إلى قمة جبل أحد، وبيده علمه العراقي، يلوّح به للرائح والغادي، ويباشر بمخاطبة القوات المرابطة خلف السائر «صباح الخير... هيا استيقظوا، يكفيكم كسلاً... لماذا أوقفتم قصفنا بالدخانيات والغازيات ليلة أمس؟»، ويسمع صوتاً يرد عليه من بعيد... «صباح النور أبو علم... والله لم نكن نحن»، ويتوقف المجيب عن الكلام، لأن «الحر تكفيه الإشارة»، كما يقول المثل.

12 ساعة

ويستمر «أبو علم برفع العلم والتلويح به، من الفجر، حتى ما بعد الغروب، وهو يعرف أن»القنّاص«غير موجود في الطرف الثاني، لأن استهدافه بالقنص من بعيد لا أسهل منه، عندما يكون القناص مكشوفاً على الأرض، وهذا ما يتجنبه ويخشاه.

أكثر من 12 ساعة يومياً، وهو مصر على البقاء في القمة رافعاً علم العراق، الذي يرمز للمنتفضين، كما لكل الخيرين من أبناء شعبه، فالعلم العراقي لا سواه شعار الثورة.

ويروي أبو عَلَم قصته مع رفيقه طوال النهار، وحتى يبقيه بجنبه ليلاً، ليقبله كلما استيقظ من النوم، يقول: عندما التحقت بالثورة، قدمت إلى ساحة التحرير مشياً، وصادف قدومي عند وجود قوة عسكرية، يجب اختراقها لكي أصل إلى الساحة، وكان في مؤخرة القوة أحد الضباط... قال لي«ارجع، فلم أمتثل، وكرر كلامه وهو يوجه بندقيته الرشاشة نحوي: ارجع، لدينا أوامر بإطلاق النار، فقلت لههيا، أطلق النار، فأنت تحمل بندقية، وأنا أحمل علم العراق، فهل يبيح لك الشرف العسكري ذلك؟».

علم العراق

يضيف أبو علم«كرر العسكري كلامه، لدينا أوامر صارمة بإطلاق النار، فأجبتهها أنا ذا أمامك، لا أحمل سوى علم العراق... أطلق علي النار، وقل لآمريك إنك قتلت شاباً تهمته حمل علم العراق».

يتابع: «نكّس العسكري رأسه، وبصق على سلاحه، وأنا اجتازه، وأجتاز القوة التي أمامه، حاملاً علم العراق، من دون أن يعترضني أحد، حتى وصلت إلى الساحة، وإلى المطعم التركي، حيث رويت قصتي، وطلبت أن أكون أنا من يحمل الراية..علم العراق... رمز ثورة العراقيين».

Email