الأمم المتحدة تدق نواقيس الخطر

لبنان يرجئ مشاورات تشكيل الحكومة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعثّرت جهود اللبنانين في تعيين رئيس جديد للحكومة في خضم أزمة سياسية عاصفة، وفيما انتقدت الأمم المتحدة إرجاء الاستشارات النيابية، محذرة من مغبة تسبّب التأجيل في خلق بيئة خصبة للاستفزازات.

وأرجأ الرئيس اللبناني ميشال عون للمرة الثانية، موعد الاستشارات النيابية لتسمية رئيس جديد للحكومة وسط انقسامات بين القوى السياسية، وغداة مواجهات عنيفة بين القوى الأمنية ومتظاهرين رافضين لإعادة تكليف رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري.

وأعلنت الرئاسة في تغريدة على «تويتر»، أن عون تجاوب مع تمنّي الرئيس الحريري تأجيل الاستشارات النيابية حتى الخميس المقبل لمزيد من التشاور في موضوع تشكيل الحكومة.

إلى ذلك، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، سعد الحريري، إنه جرى تأجيل الاستشارات النيابية تفاديا لمشاكل دستورية ووطنية.

وجاء في بيان أصدره المكتب الإعلامي لسعد الحريري: «تأجيل الاستشارات لأيام معدودة تفاديا لإضافة مشاكل دستورية ووطنية إلى الأزمة الاجتماعية والاقتصادية والمالية الكبيرة التي يواجهها بلدنا».

وضجت الساعات التي سبقت تأجيل الاستشارات النيابيّة بالإشارات لاحتمالات ومفاجآت شتى، منها احتمال ذهاب الحريري الذي كان منتظراً تكليفه، إلى ‏تسمية شخصية غيره لرئاسة الحكومة، قد تكون امرأة من التكنوقراط ممن يمتلكن باعاً طويلاً في الشأن الاقتصادي.

وشدّد مراقبون على وجود تباعد كبير بين خيار الحريري تشكيل حكومة كفاءات، ‏والخيار الداعي لتشكيل حكومة تجمع بين ‏السياسيين والتكنوقراط‎. وتوقّع محلّلون أن تستغرق الحكومة أشهراً لعبور حقل الألغام ‏السياسية، إلّا إذا طرأ أمر الاتفاق السريع على تشكيل الحكومة ضمن مهلة لا تتجاوز أسابيع قليلة، ‏لاسيّما أنّ هناك من يتحدث عن ليونة يمكن أن تطرأ في أية لحظة.

وعلمت «البيان»، أنّ الحريري مصر على عدم تشكيل حكومة إلا حال شُكلت من خبراء، إذ قد يلجأ حتى إلى الإسراع في إعداد تشكيلته ‏الاختصاصيّة ويسمّي هو بنفسه مختلف أعضائها، دون انتظار تسميات الكتل السياسية.

توجّس أممي

على صعيد متصل، انتقد المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، يان كوبيتش، إرجاء الاستشارات النيابية الخاصة بتكليف رئيسٍ للحكومة اللبنانية، وحذر من أن تأجيل حل الأزمة يخلق بيئة خصبة للاستفزازات.

وغرد كوبيتش على موقع «تويتر»: «تأجيل آخر للاستشارات النيابية، هذا إما أن يكون مؤشراً على أنه بعد الأحداث والبيانات التي شهدتها الأيام الماضية بدأ السياسيون يدركون أنه لا يمكنهم تجاهل صوت الشعب، وإما محاولة أخرى لكسب الوقت للعمل كالمعتاد».

واعتبر كوبيتش أنه في ظل الانهيار الاقتصادي فإن ذلك أمر محفوف بالمخاطر للسياسيين، ولكنه أكثر خطورة على لبنان وشعبها، مشيراً إلى أنّ الاشتباكات التي وقعت خلال اليومين الماضيين تظهر أن تأجيل الحل السياسي للأزمة الحالية يخلق أرضية خصبة للاستفزازات والتلاعب السياسي.

وطالب بكشف هوية المحرضين على العنف والتحقيق في الحوادث التي وقعت، وكذلك في استخدام القوة المفرطة من جانب قوى الأمن. كما دعا إلى العمل من أجل منع الانزلاق نحو سلوك أكثر عدوانية من جانب الجميع.

زيارة وشيكة

إلى ذلك، تستعد بيروت لاستقبال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل، أواخر الأسبوع الجاري، ‏لإجراء محادثات هي الأولى من نوعها لمسؤول أمريكي رفيع مع مسؤولين رسميين وسياسيين لبنانيين منذ اندلاع الحراك اللبناني.

وشدد مراقبون على أنّ زيارة هيل تستهدف الدعوة إلى استعجال تشكيل حكومة توحي بالثقة وترضي الشعب ‏وتبادر إلى العمل فور تشكيلها.

هدوء حذر

ميدانياً، تشهد مناطق وسط بيروت هدوءاً حذراً بعد اشتباكات شهدتها الليلة قبل الماضية. ويأتي الهدوء وسط انتشار كثيف لعناصر من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي.

وكانت مواجهات عنيفة وقعت الليلة الماضية بين متظاهرين وقوى أمنية، إلا أن قوى الجيش تمكنت من احتوائها. وحاول مناصرو حركة أمل وحزب الله اقتحام ساحتي رياض الصلح والشهداء وسط بيروت وأفادت تقارير بإطلاق عيارات نارية بشكل كثيف إلا أن القوى الأمنية تصدت لهم.

Email