تركيا قوة ثانوية في الميزان العسكري البحري شرق المتوسط

فانجيليس بوسدكوس

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد أيام قليلة من المحاولات التركية لاستعراض العضلات، وجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه محاصراً، عسكرياً وسياسياً في شرق المتوسط، لينسحب بحسب ما أكده خبراء أوروبيون لـ«البيان»، إلى خارج منطقة التوتر شرق المتوسط، وخاصة منطقة «بحر إيجة».

فضيحة عسكرية

وقال، فانجيليس بوسدكوس، مستشار وزير الخارجية اليوناني للعلاقات الدولية لـ«البيان»، إن أردوغان بعد أن أبرم اتفاقه مع ما يسمى «حكومة الوفاق» لخلق ممر تهريب سلاح آمن بينه وبين ليبيا، لسلب النفط الليبي مقابل السلاح التركي الذي يسعى أردوغان لتجريبه وخلق سوق تجاري له في دول «التبعية الأيديولوجية» التي يسيطر عليها تنظيم الإخوان الإرهابي، حاول التمادي في «البلطجة» وإرسال طائرات تركية لخرق المجال الجوي اليوناني فوق منطقة «بحر إيجة، وجزز ليبوس وأكريتوس وشيوس» يوم الإثنين والثلاثاء، وفق رؤية ساذجة للغاية، حيث قامت 21 طائرة على طلعات جوية مختلفة بالمناورة في مناطق مختلفة على ارتفاعات متفاوتة، مستخدماً طائرات من طراز «إف 16 بلوك» وقاذفات مقاتلة من طراز «إف فور إي تيرمونيتر» في محاولة لاستعراض العضلات في المجال الجوي اليوناني، لكنه فوجئ بتصدي القوات الجوية اليونانية التي أربكت قواته وجعلتهم أضحوكة، حيث خرجت المقاتلات «إف 50 بلوك» اليونانية من 4 قواعد عسكرية يونانية في وقت واحد طوقت طائرات أردوغان في الجو في كل مناورة وتلاعبت الطائرات اليونانية بالطائرات التركية وأجبرتها على الفرار، وفي إحدى المناورات كادت الطائرات التركية أن تصطدم ببعضها فوق جزيرة ليمنوس.

تعزيزات عسكرية يونانية

وأضاف، أن القوات الجوية اليونانية عززت أسطولها الجوي في مناطق الحدود البحرية مع قبرص بعدد ضخم من المدفعية وقاذفات الصواريخ والطائرات، وتحديداً في اللواء 111 الجوي بقاعدة «أنخيالوس» – شرق- واللواء 114 بقاعدة «تاناجرا» -جنوب شرق-، واللواء 115 بقاعدة «سودا» – جنوب غرب جزيرة كريت-، كما عززت البحرية اليونانية سيطرتها على منطقة جنوب جزيرة كريت حتى السواحل المصرية بالتعاون مع القوات المسلحة المصرية، لتصبح المنطقة محكمة بقبضة من حديد، أربكت حسابات أردوغان تماماً.

سيطرة كاملة

بدوره، أكد، إيمانويل غونزاليس، الضابط السابق في القوات الجوية الأسبانية، والمحاضر المتعاون في كلية حلف شمال الأطلسي «الناتو» في روما، أن اتفاق «اردوغان- السراج» نهاية الشهر الماضي، أعطى لدول الساحل المتوسطي الشرقي الحق في التحرك السريع لمواجهة المخاطر في إطار القانون الدولي والاتفاقات الدولية والإقليمية، ليسدوا جميع ثغرات البحر المتوسط التي كان يستغلها أردوغان نتيجة «تباطؤ التنسيق» بين مصر واليونان وقبرص، واليوم ساهم أردوغان بضيق أفقه وغروره في تسريع وتيرة التعاون بين البحرية «الإيطالية والقبرصية واليونانية والمصرية»، لتنطلق المناورات البحرية الفرنسية الإيطالية القبرصية، أمس، في منطقة شمال شرق المتوسط، وهي ليست مناورة بحرية تدريبية، وإنما استعراضية لفرض السيطرة على المنطقة، وقد تراجعت البحرية التركية بل اختفت تماماً، فلا قبل لها بتحد حقيقي، في الوقت نفسه قامت البحرية المصرية بتنفيذ استعراض قتالي في جنوب شرق المتوسط، وهو استعراض مهارات احترافي في الواقع، يضيف بشكل مهم لإحكام القبضة البحرية مع الشمال – المناورات الأوروبية المشتركة-، ويعزز التأمين الجوي حتى جزيرة كريت اليونانية، وبالتالي أصبحت المنطقة تحت السيطرة الدولية، إذن الخلاصة - والكلام للخبير الاسباني- هي أن «أردوغان والسراج» أحكما الحصار حول أنفسهما برعونة وتهور لا قبل لهم بنتائجه، فلا قبل لتركيا بمواجهة البحرية المصرية «الأقوى في المنطقة» ولا الإيطالية واليونانية والفرنسية الأكثر مهارة وقدرة مقارنة بالتركية.

Email