تقارير «البيان»

تبعية السراج للأتراك توحد الليبيين وراء الجيش الوطني

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الوقت الذي يشيد فيه فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، بالميليشيات المسلحة، ويعتبرها «جيشاً يدافع عن الدولة المدنية»، ويعلن وزير داخليته فتحي باشاغا أنه لا يمكن القول إن «كل الجماعات الإرهابية سيئة»، أطلق وزير الخارجية محمد سيالة صرخة من روما عندما قال: «أعتقد أن الحل الأفضل هو أن نتوصل إلى وقف لإطلاق النار» في تصريحات تعكس الخوف والرعب الذي تعيشه الميليشيا في ظل قرب تحرير الجيش الليبي للعاصمة طرابلس.

ووصلت المعارك إلى أحياء طرابلس الجنوبية، وبات التغلغل في قلب العاصمة مسألة وقت لن يطول وفق القيادة العامة للقوات المسلحة، وتحولت المعركة إلى قضية مصير بالنسبة للدولة والشعب، خصوصاً بعد توقيع المجلس الرئاسي على مذكرتي التفاهم مع الجانب التركي، واللتين دفعتا أغلب الليبيين إلى التوحّد بشكل غير مسبوق لدعم جيشهم الوطني في مواجهة سلطة الإخوان وميليشياتها.

وقال مصدر عسكري مطلع من غرفة عمليات الكرامة لـ«البيان» إن مئات الشبان الليبيين التحقوا بصفوف القوات المساندة للجيش الوطني، للمساهمة في حسم معركة تحرير طرابلس والمنطقة الغربية في أقرب وقت، وهم ينتمون إلى أغلب القبائل الليبية في مختلف مناطق البلاد، لافتاً إلى أن البعض ينظر إلى أن الصراع سياسي أو جهوي، قبل أن يدرك أنها معركة وطن يتعرض للانتهاك من قبل الأتراك وجماعة الإخوان وحلفائها.

تجاوز الخلافات

وتابع المصدر أن الشعب الليبي تجاوز اليوم خلافاته السابقة، وتوحد وراء جيشه بشكل غير مسبوق، مستذكراً تاريخاً مشرفاً في التصدي للاحتلال التركي العثماني الذي أذاق أجدادهم ويلات القتل والتشريد والتجهيل والتجويع ونهب الثروات والمقدرات.

ويشير المراقبون إلى أن تبعية حكومة السراج للأتراك استفزت الليبيين، ودفعت بهم إلى ساحات المعارك لدعم جيشهم الوطني، متجاوزين بذلك كل خطابات التشكيك السابقة في أهداف القوات المسلحة.

وفي هذا السياق، دفعت القوات المرتبطة عقائدياً بالنظام السابق من أبناء القبائل بتعزيزات عسكرية إلى جبهات القتال أمام طرابلس ضد القوات التابعة لحكومة الوفاق.

ونشرت الكتيبة 134 مشاة حماية الوطية، غربي البلاد، على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فيديو قصير عنونته بـ«تعزيزات القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية إلى محاور القتال في طرابلس»، يبرز وصول تعزيزات عبارة عن دبابات وآليات عسكرية كبيرة.

كما تحدث مصادر قبلية عن التحاق مقاتلين من قبائل الجنوب بوحدات الجيش في جنوب العاصمة، مشيرة إلى أن القبائل الليبية باتت أكثر إصراراً على الإطاحة بما وصفتها بحكومة العمالة والتبعية للأتراك، وأن القوى التي كانت تختار الصمت، ومتابعة ما يدور في الميدان، تأكدت اليوم أن المعركة تتعلق بشرف وسيادة الدولة الليبيين المنتهكين.

في الأثناء، دعت قوى محسوبة على النظام السابق، من تبقى خارج المعركة للالتحاق بالجيش الوطني، معتبرة أن المواجهة اليوم تتعلق بسيادة ليبيا وشرف الانتماء إليها، فيما أعلنت كبرى القبائل الليبية تنديدها بمذكرتي التفاهم اللتين وقعهما السراج مع الجانب التركي.

Email