أبو خلدون.. هواجس وتحديات تبعد حلم العودة

الخوف من الضياع وانعدام الأمن يعيقان السوريين عن العودة إلى الوطن| أ ف ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

 العودة المستحيلة هي العنوان الأبرز في قصة الشاب السوري أبو خلدون الذي يقطن مخيم الزعتري، سيناريو حياته مشابه لكثير من الشباب المتواجدين في الأردن، لتبقى سوريا في القلب والعقل بعيداً عن التفكير للحظة بكيفية الرجوع لها.

يقول أبوخلدون )37 عاماً (:«تم اعتقالي بدون تهمة واضحة والحجة التي ظهرت بعد سنوات هي تشابه الأسماء، وإلى هذه اللحظة مازلت أشعر بالرعب والخوف عندما أرى سيارة شرطة، رغم أنني مدرك أن الوضع تغير».

ما يقارب السنتين وابوخلدون يخضع مع مجموعة من الشباب للعلاج النفسي في المخيم، فوصل إلى الأردن وحيداً دون عائلته هرباً من الموت في عام 2014، وبعد مضي سنوات استطاع أن يتنفس بها الصعداء تمكن من تكوين عائلة جديدة ورزق بالأطفال.حياة معدومة يقول: «الشباب السوري الذي جرب مرارة الاعتقال لن يصدق أن هنالك عفواً عاماً عنا، ولكن من خرج من بلاده لن يعود لها لأسباب كثيرة غير الخوف من الاعتقال فهنالك أسباب تمنعنا من العودة، بالنسبة لي لن اكرر التجربة المريرة التي عشتها، إضافة إلى أين أعود ومعظم المناطق تدمرت والحياة أصبحت بالمعدومة، علاوةً أن لي عائلة الآن وأطفالا فهل سأخاطر بهم وبمستقبلهم وأقوم بتشريدهم!».

يحن أبو خلدون إلى سوريا وبالذات إلى درعا، ويحن إلى اخوته والجلوس معهم وتبادل الذكريات، ولكن الواقع أصعب وأخطر من أن يفكر للحظة بأن يحمل حقيبته عائداً إلى وطنه. حياة اللجوء بالنسبة له افضل بكثير من خيارات العتمة والقلق والرعب.

يضيف: «بحمدالله أنني اليوم أعمل بمهنة بسيطة ودخلي محدود ولكنني أحظى بالأمان، وأطفالي ينامون بحضني بهدوء وطمأنينة، بعيداً عن رائحة القتل والدم .» تخطيط للهجرة يخطط أبو خلدون إلى الهجرة إلى دولة أوروبية لتحسين حياته، وضمان مستقبل افضل لأطفاله.

ويشير إلى أنّ الحياة في المخيم جيدة ولكنه يسعى بكل قواه على تأمين الاستقرار لعائلته لينسى ما حدث معه ويتمكن من مواصلة السير في هذا الدرب الذي يحمل تجارب عديدة. وختاماً يقول: «لكن سوريا الوطن ستحتاج يوماً إلى سواعدنا من أجل البناء وإعادة بث الحياة لها، فطالما كانت سوريا وما زالت ارض الحضارات وبلد البطولات والبوابة إلى التاريخ.

 

Email