خبراء لـ «البيان»: اتفاق السراج- أردوغان خيانة للعرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

رفض خبراء وأساتذة علوم سياسية الاتفاق الذي أبرمه، ما يسمى برئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مشيرين إلى أن الاتفاق فيه تهديد كبير للأمن القومي العربي، ويعطي ذريعة لدولة تركيا في التدخل في الشأن الليبي والتوسع في احتلال أراض عربية جديدة بعد ما حدث من اجتياح تركي للقرى والمدن الواقعة شمال شرق سوريا، فيما عرف باسم عملية «نبع السلام».

وطالب الخبراء بتحركات عاجلة من المنظمات الأممية وجامعة الدول العربية لإفساد المخطط التركي الساعي إلى السيطرة على النفط الليبي، وإحداث فتنة في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدين أن اتفاق أردوغان مع السراج باطل قانونياً ولا يعتد به، مشيرين إلى أن اتفاق الصخيرات حدد مهام رئيس الحكومة الليبية ولم يمنحه حق التوقيع على اتفاقيات دولية، لأن هذا حق أصيل للبرلمان الليبي المنتخب والمعبر عن إرادة الشعب الليبي.

خيانة

يصف الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور زياد عقل مذكرة التفاهم التي وقعها السراج الليبية مع الجانب التركي بأنها خيانة للأمن القومي العربي ومحاولة لجر ليبيا إلى أتون فتنة سياسية، خصوصاً أن اتفاق الصخيرات الذي أبرم عام 2015، بين مختلف الطوائف الليبية لم يمنح رئيس الحكومة حق التوقيع على الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وبالتالي فإن توقيعه مع الجانب التركي بلا قيمة من الناحية القانونية ولا يعتد به على الإطلاق، لكن الأزمة، على حد وصفه، أن الاتفاق خلق أزمة سياسية طاحنة في ليبيا، خصوصاً أن البرلمان أعلن بشكل واضح رفضه للاتفاق المبرم مع الأتراك.

«عقل» شدد على أن سعي تركيا لتوقيع مثل هذه الاتفاقيات بمثابة محاولة أخرى خبيثة للزعم بأن ليبيا وتركيا تملكان حدوداً بحرية مشتركة، رغم أن كافة الاتفاقيات التاريخية ليس بها ما يشير من قريب أو بعيد إلى أن الأتراك لديهم حدود بحرية مع ليبيا، وهذه المحاولة يجب أن تقابل بحسم وعبر آليات فعالة تستهدف توضيح ما يجري عبر الأمم المتحدة والمنظمات المعنية بتطبيق القانون الدولي.

مطامع استعمارية

وحول مخاطر هذا الاتفاق على الأمن القومي العربي، يرى الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن أيديولوجيا السراج وأفكاره المتماشية مع فكر الأخوان وأيديولوجيتهم هي ما دفعته إلى توقيع مثل هذا الاتفاق المريب مع رجل الأخوان في تركيا رجب طيب أردوغان، مشيراً إلى أن الاتفاق المزعوم لو تم تطبيقه بالفعل ستكون له تداعيات كارثية على الأمن القومي العربي، لأن هذا سيساعد على زيادة وتمدد النفوذ التركي في المنطقة العربية، وهو ما يمثل تهديدا لفرص السلام والأمن في المنطقة برمتها، خصوصاً أن الجانب التركي لديه مطامع استعمارية بدت واضحة للجميع في هجومه أخيراً على الشمال السوري.

البرلمان

أكد أستاذ هندسة البترول، الدكتور جمال القليوبي، أن أردوغان يسعى عبر اتفاقه مع السراج إلى إعادة إحياء دور الأتراك في كثير من ملفات الشرق الأوسط، من خلال الرهان على أنظمة سياسية تدين بالولاء للتنظيم الدولي لجماعة الأخوان القريبة جداً من الرئيس التركي الذي يأوي أغلب قياداتها الهاربة، مشيراً إلى أنه من الناحية القانونية فالاتفاق باطل لأن رئيس الحكومة الليبية ليس من حقه إبرام الاتفاقيات الدولية باسم ليبيا وهذا حق أصيل فقط للبرلمان الليبي.

Email