النزوح السوري.. مأساة ترافق الحرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

خلفت الحرب في سوريا كارثة تعليمية وإنسانية، فلم تعد المخيمات في فصل الشتاء مناسبة للجوء الآلاف من النازحين، فكانت المدارس الحل الوحيد لتحمي هؤلاء من برد الشتاء، وفتحت 53 مدرسة أبوابها على مصراعيها، في الحسكة والقامشلي، وعلى الرغم من فتح المدارس إلا أن الأزمة بقيت مستمرة في شمال شرق سوريا، ولا تزال أزمة النزوح تفرض نفسها في شمال شرق سوريا.

هذه الأزمة مرت على كل المناطق السورية، بدءاً من الغوطة الشرقية في ريف دمشق، إلى محافظة إدلب شمال غرب الفرات إلى مناطق كثيرة في سوريا، إلا أن المطاف انتهى على الشريط الحدودي في رأس العين وتل أبيض.

روايات كثيرة تهز الضمير الإنساني في شمال شرق سوريا، فالعديد من العائلات السورية التي تهجرت من رأس العين وتل أبيض، فرت وتركت وراءها كل شيء ليكون الشارع الملجأ الوحيد لهم، هناك المئات من الأطفال الذين فقدوا آباءهم في هذه الحرب، باتت الشوارع الملجأ الوحيد لهم.

قصص مؤلمة

على أطراف الشوارع في مدينة الحسكة، يروي أحد الناشطين من الأكراد لـ«البيان»؛ قصصاً موغلة في الألم لما يجري يومياً في القامشلي والحسكة، المدينتين اللتين تحملتا عبء النزوح، ويقول «لم يعد ممكناً استيعاب كل هذا الألم، ولا مقدرة على توفير كل شيء لهؤلاء، البيوت لم تعد تتسع، المدارس امتلأت، والمخيمات كذلك الأمر، الفاجعة تفوق كل الإمكانات»، فيما تغيب العديد من منظمات الأمم المتحدة، بسبب ظروف الحرب كما قالت هذه المنظمات.

أرقام النزوح في زمن الحرب ليست دقيقة في كل الأحوال، إلا أن الأرقام التقريبية لهذا النزوح أيضا تبعث على القلق؛ فقد تسبب العملية العسكرية التركية ضد مناطق شمال وشرقي سوريا وسيطرتها على منطقتي رأس العين وتل أبيض بمقتل المئات مدنياً، وإصابة مئات آخرين، إضافة إلى مئات الآلاف من المشردين في الداخل، بحسب ما جاء في بيان مكتب الشؤون الإنسانية، إلا أن هناك أرقاماً لم يتم إحصاؤها ما يعمق حجم الكارثة الإنسانية في شمال شرق سوريا.

نزوح خارجي

أما النزوح الخارجي، إلى كردستان العراق، فكان بأعداد كبيرة أيضا، فتشير المعلومات حتى الآن إلى نزوح ما يقارب 10 آلاف شخص بعد بدء العملية التركية في التاسع من أكتوبر الماضي، بالإضافة إلى وجود حركة نزوح سابقاً إلى إقليم كردستان العراق في محافظة دهوك الحدودية.

أما طرق التهريب، فقد نالت حصة من النزوح أيضاً، إذ سلكت المئات من العائلات طرقاً للتهريب هرباً من العملية العسكرية، بسبب صعوبة المرور عبر المعابر الرسمية، وهذه الأعداد ليست تحت الإحصائية بسبب صعوبة آليات حصر هؤلاء النازحين، باعتبارهم لم يمروا من مراكز حدودية رسمية.

قصف تركي

يأتي هذا في وقت شهد يوم أمس مقتل 11 مدنياً بينهم ثمانية أطفال ، جراء قصف مدفعي تركي استهدف مدينة تل رفعت.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن «القصف التركي وقع قرب مدرسة أثناء خروج التلاميذ منها» في تل رفعت شمال مدينة حلب، موضحاً أن القتلى من النازحين من منطقة عفرين المجاورة.

وتسبب القصف بإصابة 21 آخرين بجروح، وفق المرصد.

السؤال الكبير في النزوح السوري.. إلى متى سيستمر، وسط اتهامات من الإدارة الذاتية لتركيا بأنها تحاول تغيير التركيبة السكانية في شمال شرق سوريا وفرض واقع ديمغرافي جديد ضد الكرد على الشريط الحدودي، فيما استولت الفصائل العسكرية المدعومة من تركيا على منازل وأراضي النازحين.

Email