«أم تحرير».. أيقونة الاحتياجات العاجلة في ساحات التظاهر

■ متظاهرون يساعدون زميلهم المغمى عليه في بغداد | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

يطلقون عليها اسم «أم تحرير» في ساحة الاعتصام، وتقول الموظفة المتقاعدة، إنها فرحة وفخورة بهذه التسمية، لأنها تعد نفسها أماً لجميع المنتفضين، وليس لواحد أو اثنين منهم، وأي عمل تقوم به هنا هو خدمة للانتفاضة، وللعراق كله، أما العمل الذي اختارته، فهو الإشراف على النظافة في القسم المخصص لها غربي الساحة، حيث تكون قريبة من مجمع أحد المطاعم الذي أطلق عليه المتظاهرون تسمية «جبل أحد»، وبذلك تكون قريبة من تلبية الاحتياجات العاجلة.

تقول أم تحرير، إن الساحة الآن هي بيتنا، وهي محط أنظار العالم، ومثلما يقوم الفنانون والمهندسون وغيرهم، بإضفاء الجمالية عليها، لتكون كجمال أرواح الموجودين هنا، نحرص نحن على نظافة المكان وزيادة جماليته، لذلك فإن عملنا مستمر على مدار الساعة، ولا تقتصر المهمة على جهة دون أخرى.

وتضيف: «لا يوجد لدينا عمال تنظيف، أو مكلفون بهذا العمل، فالطالب والعامل والموظفة وسائق سيارة الأجرة، وكل الشرائح الأخرى يشاركون تطوعيا في أعمال التنظيف، فيما قامت سيدات بشراء غسّالات ملابس، ونصبها في الساحة، وتوجد ملابس احتياطية لمن يريدون غسل ملابسهم، إلى أن تجف... كل شيء هنا تلقائي، حتى قواعد النظام».

مساعدة المصابين

وتتحدث أم تحرير عن معاناتها وتألمها عندما يجلبون الجرحى إلى طبابة الساحة، ولا سيما المركز الطبي في جبل أحد، ما يدفعها إلى التدخل في نقلهم والاعتناء بهم، مشيرة إلى أن مشفى الطوارئ في الطابق الأرضي، إلا أن هناك مشفى خاصاً بالحالات الصعبة في الطابق 14 من جبل أحد، حيث المكان أكثر هدوءاً، وهناك تعمل الدكتورة مها، التي تشرف على علاج الفتيات، كما يوجد طاقم من أفضل الأطباء الجراحين.

واهم ما تلفت النظر إليه أم تحرير، هو كيفية الوصول إلى الطابق 14 في جبل أحد، حيث استولى المتظاهرون على المبنى، الذي كان قناصون يستخدمونه لقتل المتظاهرين، وهو خرب وبدون أي خدمات، فقاموا بترميمه وتزويده بخدمات الكهرباء، والماء الساخن والبارد، ومن أهم ما تم إنجازه، نصب وتشغيل المصاعد الكهربائية، بعد أن عجزت الجهات الحكومية عن ذلك طيلة الـ 16 سنة الأخيرة.

Email