القضاء العراقي يرفض اعتبار مخالفات المتظاهرين إرهاباً

معركة الجسور تمتد والبصرة خارج السيطرة

■ متظاهر عراقي خلال المواجهات في البصرة | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد العراق حالة تصعيد، حيث امتدت مواجهات ما أطلق عليه «معركة الجسور» في بغداد أمس إلى محافظات جنوبية وسط سقوط قتلى ومصابين، فيما باتت محافظة البصرة خارج السيطرة، حيث قطع المتظاهرون الطرق المؤدية إلى ميناء خور الزبير ومعمل الحديد والصلب والأسمدة وميناء أم قصر من جهة خور الزبير غربي البصرة، كما قطعوا طرقاً نفطية، ما جعل الشرطة تعلن حالة الإنذار القصوى (ج)، وذلك حتى إشعار آخر، بينما رفض القضاء اعتبار مخالفات قانونية لمحسوبين على المتظاهرين إرهاباً.

وقطع محتجون الجسور في المدن الجنوبية الناصرية والنجف والبصرة إثر اشتباكات مع قوات الأمن، سقط فيها قتلى ومصابون، كما شهدت كربلاء صدامات بين الطرفين، وطافت تظاهرات طلابية محافظة ديالى، وعمّ الإضراب والعصيان المدني محافظة ميسان.

قطع 3 جسور

وفي البصرة قطع المتظاهرون في مدينة البصرة الجنوبية بعد مواجهات مع القوات الأمنية جسور الإيطالي والكزيرة وخالد في البصرة ومعظم تقاطعات مركز المحافظة والطريق الرئيس المؤدي إلى خور الزبير باتجاه أم قصر، كما قطعوا الطرق المؤدية من الزبير باتجاه منطقة البرجسية ومصفى البصرة النفطي وشارع بغداد وطرقاً أخرى مؤدية إلى حقول نفطية، وسط إضراب طلابي شامل، ومواجهات مع الأمن، سقط فيها قتيلان و90 مصاباً إثر إطلاق القوات الأمنية الرصاص الحي ضد المحتجّين.

وقال مصدر أمني إن شرطة البصرة دخلت حالة الإنذار القصوى (ج)، تحسباً لوقوع أي طارئ خلال الساعات المقبلة، مشيراً إلى أن حالة الإنذار وفق الأوامر العليا ستكون حتى إشعار آخر.

حرق

في محافظة ذي قار، قطع المحتجون في عاصمتها الناصرية جسور الحضارات والزيتون والنصر، كما تم حرق مبنى ديوان الوقف في هذه المحافظة ما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى وعشرات المصابين في ليلة دامية، بينما قام متظاهرون في قضاء الشيوخ في المحافظة بقطع الطريق الرئيس الرابط بين القضاء والناصرية، وقاموا بحرق الإطارات، وحاصروا شركة نفط ذي قار وحقل كطيعة النفطي.

وفي مدينة النجف قام المحتجون وسط إضراب عام بقطع جسور وطرق في المدينة، فيما طافت تظاهرات الطلبة الاحتجاجية أربع مدن في محافظة ديالى في شمال شرق بغداد، أما محافظة ميسان الجنوبية فقد شهدت تظاهرات لآلاف الطلبة من كلياتها ومعاهدها ومدارسها، هاتفين بسقوط النظام، وقاموا بإغلاق الجامعات ومديرية التربية.

حرب

وتشهد مناطق وسط بغداد «حرباً حقيقة» بين طرف مسلح، وآخر يتظاهر سلمياً، وتضطر بعض عناصره إلى استخدام الحجارة في مواجهة أسلحة القتل والقنص.

وتحتدم الاشتباكات حالياً عند مقتربات جسر الأحرار، التي راح ضحيتها يوم أمس 5 قتلى، وفي شارعي الرشيد والجمهورية، وأعنفها في ساحة الوثبة «حافظ القاضي»، حيث يحاول المتظاهرون اختراق الحواجز الكونكريتية باتجاه جسر الشهداء، إضافة إلى منطقة الصدرية، القريبة من ساحة الخلاني، التي يتمركز فيها المتظاهرون.

فصائل

وفي السياق كشفت مصادر حكومية أن الجهة الأمنية التي ترفض أوامر وقف إطلاق النار «ما زالت مستمرة في استهداف المتظاهرين قرب شارع الرشيد».

وكانت مصادر إعلامية، على صلة بجهات رسمية، كشفت في وقت سابق، استناداً إلى معلومات تفيد بأن «تشكيلاً أمنياً خاصاً»، وفصيلين مسلحين، هم من يطلقون الرصاص الحي على المتظاهرين في بغداد.

إلى ذلك، قررت محكمة التمييز الاتحادية اعتبار الأفعال المخالفة للقانون المرتكبة من قبل بعض المحسوبين على المتظاهرين لا تشكل جرائم إرهابية، وإنما تخضع لقانون العقوبات العراقي، في حكم يخالف رغبة السلطات التي اعتبرت ذلك إرهاباً، يصل بالمتهم به إلى الإعدام.

جاء قرار محكمة التمييز هذا بالضد من اعتبار اللواء عبد الكريم خلف، الناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي، أخيراً الأفعال المخالفة للقانون لبعض المتظاهرين إرهاباً يخضع لقانون مكافحة الإرهاب، الذي تصل أحكامه إلى الإعدام.

Email