تقارير «البيان»

احتجاجات العراق ولبنان.. تدخّلات إيران على المحك

ت + ت - الحجم الطبيعي

من يؤثر في الآخر، التظاهرات في إيران ضد نظام الحكم تؤثر على المتظاهرين في العراق ولبنان الرافضين للميليشيات والتدخلات الإيرانية؟ أم أن احتجاجات الداخل والخارج تشد من أزر بعضها البعض لتزيد الضغط على طهران؟

بغض النظر عن مدى تأثر الخارج والداخل ببعضهما البعض، فإن النتيجة الحتمية الواضحة لتلك الانتفاضات التي يمكن اعتبار أن أحد أسبابها هو رفض المشروع الإيراني في المنطقة، تؤثر بصورة مباشرة على نظام ايران وتضعه على المحك، بين رحى الضغوطات الداخلية والانتفاضة التي يواجهها بسياسة النار والحديد، والرفض الخارجي لتدخلاته وميليشياته التي لطالما راهن عليها في إنفاذ وتنفيذ مشروعه الخاص. ومن ثمّ صار النفوذ الإيراني في العواصم التي كان يتباهى بالسيطرة على مفاصل القرار فيها، مهدداً إلى حد كبير، في خطّ متوازٍ مع الضغوطات السياسية والاقتصادية التي تتعرض لها طهران، وفي ظل التصعيد الأمريكي المتواصل ضد النظام الإيراني وسياساته في المنطقة.

الداخل والخارج

المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات، هاني سليمان، يقول لـ «البيان» إن «أهم ما يميز العلاقات الدولية الحالية هو ذوبان العلاقة بين الداخل والخارج، ذلك أن هناك حالة سيولة كبيرة، فما يحدث في الداخل يؤثر على الخارج، وما يحدث داخل إيران هو ترجمة للزخم الحادث في العواصم المتداخلة فيها طهران، أي أنه تأثر بالحراك الموجود في كل من لبنان والعراق». وطبقاً لسليمان، فإن شعارات ولافتات (إيران برّه برّه) التي رفعها المتظاهرون في بغداد وشعارات منددة بتدخلات حزب الله في لبنان ما هي إلا تعبير عن الموقف من النظام الإيراني الحالي؛ فنفوذ طهران مُهدد في تلك العواصم الرافضة للتدخلات الإيرانية.

فيما لم تفلح سياسة القمع التي يتبعها النظام الإيراني في كتم صيحات الغضب المتنامية ضد التدخلات الإيرانية في الخارج، وضد سياساته في الداخل، وهي السياسات التي يدفع ضريبتها الشعب الإيراني باهظة، مع تصاعد معدلات الفقر وانهيار المؤشرات الاقتصادية كافة، والظواهر الاجتماعية السلبية التي عمت المجتمع جراء تلك السياسات التدميرية، ما يضع مستقبل النظام الإيراني على المحك، في ظل خارج وداخل يغليان وينتفضان لرفض هذا النظام، يدعم ذلك رفض دولي لممارسـات إيران أيضاً.

الميليشيات

شكلت إيران خلال السنوات الماضية ومنذ تأسيس النظام الجديد فيها، العديد من الميليشيات في العراق ولبنان؛ رغبة في إيجاد نفوذ لها في هذين البلدين وتحقيقاً لمشروعها التوسعي في العراق، أسس النظام الإيراني ميليشيات عدة منذ قدومه عام 1979 وازداد عدد هذه الميليشيات ونفوذها بعد العام 2003.

هذا ما يشير إليه الباحث في الشؤون الإيرانية، علي عاطف، والذي يقول في تصريحات لـ «البيان» إن «مخططات إيران في العراق تسببت في تفشي الفساد في العديد من مناحي الحياة مثل الجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وتسببت مخططات النظام الإيراني في العراق وسيطرة عدد من الميليشيات التابعة والموالية لطهران في رفض الشعب العراقي لهذا وخروجه للتنديد بالمخططات الإيرانية في بلاده».

ويلفت إلى أن «نجاح العراقيين في إنهاء فساد النظام الإيراني بالداخل العراقي سيعود بالاستقرار والأمن إلى الشارع العراقي مرة أخرى، وسيمثل ضربة قصوى وحاسمة لمشروع إيران، وكذلك الأمر في لبنان، ذلك أن نجاح بغداد وبيروت طرد ميليشيات إيران من الداخل سيجلب الأمن لشوارع هذه الدول ».

Email