محمد ومروة عروسان من غزة بلا شهر عسل

ت + ت - الحجم الطبيعي

فستان الزفاف الأحمر الخاص بالعروسة مروة أبو عمرة، هو الوحيد الذي عثرت عليه من ملابسها وحاجياتها الخاصة بعدما قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزل زوجها، متسخاً ومليئاً بالأتربة، بعد أقل من شهر من زفافها إلى زوجها محمد أبو عمرة، ليفسد فرحة زواجها، ويحول ابتسامتها إلى حزن وألم، على ركام المنزل.

الفستان الأحمر كان مغطى بركام منزل عائلة أبو عمرة المكون من طابقين شمال شرق مدينة خانيونس في حي القرارة، ويحتوي على أربع شقق، يسكن فيها محمد أبو عمرة، وإخوانه الأربعة، وشقيقته الأرملة وأبناؤها، ليتحولوا إلى مشردين في ليلة وضحاها.

الساعة الحادية عشرة مساء تلقى والد محمد أبو عمرة اتصالاً من المخابرات الإسرائيلية تطالبه بمغادرة المنزل تمهيداً لقصفه، رافضاً الدخول في حوار مع صاحب المنزل، طالباً منه إبقاء الخط الهاتفي مفتوحاً خلال إيقاظ أبنائه من نومهم خلال دقائق معدودة.

يقول العريس محمد أبو عمرة، خلال حديثه لـ«البيان»:«تفاجأت بوالدي يطرق أبوابنا يطالبنا بسرعة مغادرة المنزل، فخرجنا على الفور بملابس النوم، وغادرنا المنزل، وجلسنا على مقربة من منزلنا نشاهد ما يجري من بعيد».

ويضيف:«لسه ما تهنينا على شهر العسل، الاحتلال دمر حلمي وحياتي، وليس لدينا أي شخص يعمل في المقاومة داخل البيت، قمت من نومي مفزوعاً، أخلينا البيت خلال دقائق، وحصلنا على الملابس لي ولزوجتي من الجيران، حتى دراجتي النارية وأغراض عملي التي أعتاش منها ذهبت أدراج الرياح مع البيت».

ويسكن داخل بيت أبو عمرة 45 فرداً، أربعة أبناء متزوجين ولديهم أبناء، وثلاث فتيات، وشقيقتهن الأرملة مع أبنائها، وأصبحوا جميعاً بلا مأوى تحت الأمطار التي هطلت صباح اليوم التالي لهدم المنزل.

بعد مغادرة عائلة أبو عمرة لبيتهم في لحظتهم الأخيرة داخل البيت، نسي الأب إبلاغ أحد أبنائه بالمغادرة، فطلب من ضابط الاحتلال منحه دقائق إضافية، إلى أن إخراج ابنه الأخير من البيت.

طار أثاث المنزل على بعد 20 متراً من المنزل، وتدمرت المنازل المحيطة بمنزل عائلة أبو عمرة، وأصبحت العائلة بأكملها تنام في غرفة صغيرة من «الزينكو» أنشأها لهم متطوعون زاروا المنزل بعد القصف.

العريس محمد تمكن من بناء عش الزوجية بعد أكثر من ثلاث سنوات، من أجرة عمله في صيانة الدراجات النارية، بأجرة يومية كان يتقاضاها 20 شيكلا( 6 دولارات أمريكية).

أما العروس مروة أبو عمرة، وصفت ما جرى لها بـ«الحلم»، بعدما طرق والد زوجها باب شقتها يطالبها بالمغادرة، فخرجت مسرعة مع زوجها إلى الخارج، حتى نسيت غطاء شعرها هرباً من الموت، تاركة حتى الذهب الخاص بها، لتجد نفسها في الشارع بعد أسابيع من الزفاف.

وتضيف:«ملابسي وذهبي وحاجياتي الخاصة تركتها في المنزل خلفي، وعدت للمنزل فوجدته مدمراً بالكامل، فأصبح حلمي ركاماً، ولا أملك سوى الجلوس على الركام، أستذكر الماضي الجميل، ولحظاتي السعيدة في هذا المكان».

Email