الحكومة العراقية تسعى للبحث عن حلول والمتظاهرون يتمسّكون بإقالتها

معركة «جسر الأحرار» ترفع وتيرة المواجهات في بغداد

ت + ت - الحجم الطبيعي

دارت عمليات كر وفر بين القوات الأمنية والمتظاهرين في بغداد، للسيطرة على جسر الأحرار وسط العاصمة، حيث تحاول قوات الأمن السيطرة على الجسر، الذي يمتلك موقعاً حيوياً لقربه من مؤسسات الدولة الرسمية، في وقت تحاول الكتل السياسية على الساحة العراقية «كسب الوقت»، من خلال وعود بتعديل وزاري، وتلبية جزء من مطالب المتظاهرين، بهدف انتزاع الزخم الشعبي من الحراك الشعبي.

وألقت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع والدخانية، على المتظاهرين، عند الحاجز الأخير من جسر الأحرار، لإبعادهم عنه، خشية اقتحامه، وفي جانب آخر لإشغالهم عن التوجه إلى الجسرين الأخيرين «الشهداء وباب المعظم».

تظاهر ضد «الوثيقة»

وأظهر مقطع فيديو نشرته مواقع التواصل الاجتماعي، قيام بعض المتظاهرين بحرق وثيقة الاتفاق التي أعلنتها كتل سياسية اجتمعت في منزل زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم. ورأى القيادي في جبهة الإنقاذ، أحمد المساري أنه لا يمكن تحقيق إصلاح مع بقاء نفس الخريطة السياسية، وأن «اجتماع الكتل كان فقط لإرسال رسالة بأنهم يريدون تقديم شيء للمتظاهرين، في حين الحديث عن قانون انتخابات وقوانين التي يصوت عليها البرلمان مرفوض لدى الشارع العراقي ولا تعنيه كل هذه الكتل واتفاقاتها، بعد أن فقد الثقة بالقوى السياسية الموجودة، التي تريد تشكيل مفوضية انتخابات وقانون انتخابي وفق مصالحها، وهو أمر غير مقنع للشارع العراقي، ولا بد من استجابة حقيقية للمطالب ولا يمكن أن يكون هناك إصلاح بوجود هذه الخريطة السياسية في العراق».

وفيما استمرت التظاهرات والإضرابات في محافظات وسط وجنوب العراق، أخذت محافظة ديالى، شرقي العراق، التي يسيطر على معظمها ميليشيات الحشد الشعبي، تلفت الأنظار بتظاهراتها المستمرة منذ أربعة أيام، وشعاراتها المعادية للنظام الإيراني وميلشياته، وحرق صور كبيرة لخامنئي وهادي العامري وأبي مهدي المهندس. وانطلقت تظاهرات طلابية في المحافظة، مطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية في البلاد، وقال مصدر أمني إن مدينة بعقوبة مركز المحافظة، ومدينة بلدروز، شهدتا انطلاق تظاهرات طلابية سلمية، شارك بها المئات من الطلبة من مختلف المراحل الدراسية وهم يحملون أعلاماً عراقية ويطالبون بإصلاحات سياسية واقتصادية في البلاد، مشيراً إلى أن قوات حفظ القانون فرضت أطواقاً أمنية مشددة لتأمين المتظاهرين.

 

تراجع مدير الشرطة

في البصرة، أكد قائد شرطة المحافظة، الفريق رشيد فليح، الذي سبق أن أعلن وقوفه إلى جانب المتظاهرين، أن «القوات الأمنية لا تسمح بإغلاق المدارس والموانئ والطرق المؤدية للحقول النفطية، وسنتخذ إجراءات بحق من يتسبب بذلك.

وتشهد الطرق المؤدية إلى الحقول النفطية انقطاعاً يومياً ومنع توجه الموظفين لمزاولة أعمالهم، وقال مصدر أمني، إن المتظاهرين في محافظة البصرة، قطعوا طريقاً مؤدياً إلى مواقع وحقول نفطية في قضاء الزبير، كما قطع المتظاهرون في قضاء الزبير غربي البصرة، الطريق المؤدي إلى منطقة الرميلة الجنوبية، التي تضم مواقع وحقولاً نفطية».

إلى ذلك، كشف الدكتور سعد الحديثي الناطق الرسمي باسم مكتب رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أنه سيقدم قائمة بعدد من الوزراء للوزارات الخدمية والاقتصادية والمعنية في ملف الإصلاحات والاستجابة لمطالب المتظاهرين على المستوى المعيشي والخدمي. وبحسب مصادر عراقية فإن التعديل المرتقب قد يطال عشر وزارات، بينها حقائب سيادية قد يكون صعباً على رئيس الحكومة تمريرها داخل البرلمان.

 

نفط

أفادت مصادر بتوقف عمليات تصدير النفط في ميناء خور الزبير، بعد غلق الطرق المؤدية للمدينة. وقال المصدر، إن «عمليات تصدير النفط في ميناء خور الزبير، الواقع في ناحية الزبير، غربي محافظة البصرة، توقفت بعد إغلاق الطرق المؤدية إلى الميناء من قبل المتظاهرين». وفي وقت سابق أقدم عدد من متظاهري البصرة، على غلق الطرق المؤدية لمنطقتي البرجسية والرميلة، حيث توجد أغلب الحقول النفطية. 

 

تمثيل

قامت مجموعة من المتظاهرين الشباب في مدينة الكوت، مركز محافظة واسط، بمهاجمة مقر مديرية شؤون العشائر في واسط، التابعة لوزارة الداخلية، وإغلاقها.

وتمت العملية بعد أن وصل إلى أسماع المتظاهرين قيام المديرية بتوجيه دعوة إلى بعض شيوخ العشائر لتمثيل المتظاهرين في اللقاء الذي سيعقد اليوم الخميس مع الحكومة الاتحادية في بغداد.

 

جسور

أدت الاحتجاجات في بغداد إلى قطع ثلاثة جسور رئيسية بين شطري بغداد، هي الجمهورية والأحرار والسنك. ويسعى المتظاهرون بشكل متكرر لفك الطوق المفروض من القوات الأمنية على هذه الجسور، والعبور من الرصافة إلى الكرخ، حيث تقع المنطقة الخضراء التي تضم غالبية المقار الحكومية والعديد من السفارات الأجنبية، وهو ما تقوم قوات الأمن بصده.

كلمات دالة:
  • بغداد،
  • العراق،
  • القوات الأمنية العراقية،
  • احتجاجات العراق
Email