وثيقة الكتل العراقية تعمّق اغتراب الحكم عن الشارع

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا قادة الكتل السياسية في العراق في اجتماع عقد في ساعة متأخرة أول امس الحكومة العراقية إلى الحفاظ على بنية الدولة ونظامها السياسي وترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة وأن تجاوزها وانهيارها خط أحمر.

وأثارت القرارات «الإعلامية» لاجتماع الكتل السياسية استغراب المتابعين للشأن العراقي، كون هذه الكتل وقراراتها في وادٍ، والشعب ومطالبه في وادٍ آخر.

توثيق الانتهاكات

وقالت لجنة حقوق الإنسان النيابية، أن قرارات مجلس النواب والكتل السياسية لا تتماشى مع مطالب المتظاهرين، ولا يمكن أن تساهم في إخماد الغضب الشعبي، موضحة أنها «تسجل جميع الانتهاكات ضد المتظاهرين، وسوف تتم محاسبة جميع المتورطين فيها مهما كانت مناصبهم أو رتبهم العسكرية».

ومن جانبه، أوضح ائتلاف النصر، برئاسة حيدر العبادي، أن التوقيع على وثيقة الكتل السياسية، في منزل عمار الحكيم، جاء مشروطاً بتشكيل حكومة جديدة وإجراء انتخابات مبكرة.

وقال في بيان، إن «ائتلاف النصر، يعلن إلى الرأي العام، انّ امضاءه وتوقيعه على وثيقة الكتل السياسية جاء مشروطاً بتشكيل حكومة جديدة برئيسها وأعضائها، تقوم بتطبيق هذه الالتزامات واجراء انتخابات مبكرة بعد تعديل قانون الانتخابات وإصلاح مفوضية الانتخابات وبمشاركة الفعاليات الشعبية».

كما أعلنت جبهة الإنقاذ والتنمية، برئاسة أسامة النجيفي، أمس الثلاثاء، رفضها لمخرجات اجتماع الكتل السياسية، لكونها ترسخ نفوذ الرموز السياسية الحالية.

اجتماع شركاء الفساد

وعلق النائب هوشيار عبد الله، على اجتماع القادة السياسيين، مشيراً إلى انه لم يقدم أية إصلاحات تلبي مطالب الشارع، وأن «القوى السياسية التي اجتمعت ليل الاثنين في منزل عمار الحكيم لم ولن تقدم أية حلول أو إصلاحات حقيقية تلبي مطالب الشارع الذي انتفض ضدها منذ أكثر من شهر ونصف في بغداد والمحافظات الجنوبية».

مبيناً انه «بحسب اتفاقهم الذي توصلوا إليه لیس هناك حل للحكومة والبرلمان، وليس هناك موعد لإجراء انتخابات مبكرة، وبالمحصلة النهائية فإن اجتماعهم بلا جدوى ولم يأتِ بجديد». وتساءل عبد الله أن «معظم المجتمعين هم فاعلون أساسيون في العملية السیاسیة بعد 2003.

والشارع الآن ينتفض ضدهم، فهل من المعقول أنهم هم الذين يقدمون الحلول؟!، وهل سيصبحون هم الخصم والحَكَم؟، وأصلاً هل باستطاعتهم تقديم نموذج ناجح غیر النموذج الفاشل السابق، وإذا بإمكانهم ذلك فلماذا لم يقدموه حتى الآن».

وأعرب عبد الله عن أمله من الشارع المنتفض أن لا يستمع إلى كل هذه القوى المجربة، التي لم ولن تبتغي إصلاح البلد«، موضحاً أن»هذه الأحزاب على يقين بأنها لن يكون لها مكان في إدارة البلد في حال وجود الإصلاحات الحقيقية«.

Email