قصة

«عطر الأحرار» يفوح في ساحة التحرير

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقول «الحاج سعيد»، وهو عراقي، وصاحب شركة للعطور، إن أي عراقي، صاحب غيرة، في أي بقعة من العالم، لن يقصّر في بذل ما يستطيع، لدعم انتفاضة الشعب.

ويستدرك... لم يكن غريباً من تطأ قدماه ارض العراق، فالكل أهل، وضيفهم واحد منهم... هكذا هو طبع أهل بلاد الرافدين، الذي عاد إلى أصوله بانتفاضته الجبارة، وكانت أولى معالم ذلك «الجود بالنفس» وهو غاية الجود.

ويقاطعه أحد موظفي شركته قائلا: تباحثنا، الحاج وأنا، عن كيفية تقديم دعم للانتفاضة، حتى لو كان متواضعاً، وكان الرأي الأول إرسال شحنات من المواد الغذائية والملابس، ولكن بحكم معايشتي للوضع العراقي، اقترحت صرف النظر عن هذه الفكرة. اعرف أن معظم العوائل ممن لهم أبناء في ساحات الاعتصام، أو لم يكن، يقومون بالواجب، ومثل هذه المواد الغذائية والعينية، يقوم الشباب والشبان تجميعها من كل المناطق، وإيصالها إلى الصقور المنتفضين.

أدوية التك تك العاجلة

ويضيف سالم: إن الأدوية مهمة، وحسب علمي، أن لدى معتصمي ساحة التحرير قائمة طويلة بأسماء الأطباء المتطوعين في مختلف الاختصاصات، مع أرقام هواتفهم، وهم مستعدون لتلبية أي طلب فوراً، ومجاناً، كما لديهم قائمة الصيدليات ومذاخر الأدوية التي تزودهم بما يحتاجون بشكل عاجل، وإيصالها ببريد «التك تك» السريع.

حسناً.. نحن شركة عطور، وفي حالات التعب، والعرق المتصبب من أجسادهم وهم يتصدون للرصاص والقنابل الدخانية والمسيلة للدموع، يكون العطر ضرورياً، وليس حاجة كمالية. يقول الحاج سعيد في هذه الحالة سيكون عملنا «حراماً»، لأنه يمثل دعاية للشركة وللمنتج، أي أننا لا نقدم تبرعاً تطوعياً بلا مقابل، وهذا غير جائز. وتوصل الحاج سعيد وأسامة سالم إلى حل معقول، وهو الاتفاق مع الجهة المصنعة على تجهيز كميات كبيرة، من أجود العطور، غير المعروفة أو المتداولة بين الناس، وبعبوات جميلة ومتنوعة، ورائحة هي الأفضل، على أن يكون اسم المنتج «الأحرار» وعلامته المميزة «نصب الحرية»، الذي يتوسط مركز الاعتصامات في ساحة التحرير، وسط بغداد.

كلمات دالة:
  • العراق،
  • بغداد،
  • احتجاجات العراق
Email