استعادة المتظاهرين الجسور الثلاثة في بغداد تربك الحكومة

احتجاجات العراق تكتسب زخماً بالإضراب العام

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتسعت في بغداد ومحافظات وسط وجنوبي العراق، المشاركة في إضراب شامل، يوم أمس، تضامناً مع الحراك الاحتجاجي في البلاد، واستجابة لدعوات أطلقها ناشطون ومنظمات مجتمع مدني ونقابات مهنية، للإضراب عن العمل في المدارس ودوائر الدولة المختلفة، إلى حين تحقيق مطالب المتظاهرين، كما أطلق الناشطون دعوات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، طالبوا فيها العراقيين بتصعيد أشكال الاحتجاج، حتى قطف ثمار الانتفاضة، مؤكدين أن الهدف منها هو إجبار الحكومة على الرضوخ لمطالب الشارع، وتسليط أنظار المجتمع الدولي على ما يتعرض له المتظاهرون في العراق، من الاستخدام المفرط للقوة والاعتقالات العشوائية.

الطلبة رأس الحربة

ويطالب المتظاهرون باستقالة الحكومة ومحاربة الفساد وتقديم المتهمين به إلى القضاء، وتوفير فرص عمل للشباب، ومنع تدخل إيران وميليشياتها في الشؤون الداخلية للبلاد.

وعلى الرغم من تأكيد وزارة التعليم العالي أن أمس دوام رسمي في جميع الجامعات والكليات والمعاهد الحكومية والأهلية، الصباحية والمسائية، وفي المحافظات كافة، قرر الطلاب أن يكونوا «رأس الحربة» في الاحتجاجات، ولا سيما في بغداد، حيث استقر رأي التنسيقيات على أن يكون تظاهرهم واعتصامهم، عند مبنى الوزارة، إلى جانب المشاركة المناطقية، متحدين تهديد الوزارة، بأن «يوم الأحد هو آخر موعد لتسجيل الطلبة المقبولين في الجامعات، ولجميع قنوات القبول، واستئناف توزيعهم على الأقسام، وبدء انتظام الدوام لطلبة المراحل الأولى من أجل تطبيق نظام المقررات».

وفي الجانب العملي، لن تتمكن أي وزارة أو حكومة تعطيل العصيان المدني، بعد استعادة المتظاهرين الجسور الرئيسية الثلاثة، في قلب بغداد، وهي «الجمهورية والسنك والأحرار»، وهو ما أربك الحكومة، وفق مراقبين عراقيين.

إعلان 13 مركز تجمع

وتزامناً مع الانقطاعات، أعلنت تنسيقية بغداد، عن 13 موقعاً للتجمع، في صوبي الرصافة والكرخ، إضافة إلى موقعي ساحة التحرير وجسر السنك. ولاحظ مراقبون أن الدعوات إلى إضراب عام في العراق، حققت رصيداً كبیراً، عبر منشورات بالشوارع وفي مواقع التواصل الاجتماعي، رفضاً للإجراءات الحكومية.

ويحتشد المتظاهرون منذ أكثر من ثلاثة أسابيع في ساحة التحرير المركزية ببغداد، مطالبين بـ«إسقاط النظام» وتغيير الطبقة السياسية الحاكمة، التي يعتبرون أنها تعيث فساداً في البلاد منذ 16 عاماً.

الطرف الثالث

إلى ذلك، كشف وزير الدفاع العراقي نجاح الشمري، معلومات جديدة عن «الطرف الثالث»، الذي قال إنه متورط في قتل المتظاهرين، وعن هدفه من ذلك، وصدور مذكرات قبض بحق 200 شخص من هذا الطرف، مؤكداً رفضه لأية توجيهات تصدر من قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني بشأن التظاهرات.

وقال الشمري خلال حديث متلفز إن «هناك لبساً كبيراً في حوادث قتل المتظاهرين، إذ لا توجد تعليمات لإطلاق النار على المتظاهرين من قوة عراقية»، لافتاً إلى أن «من يطلق النار هم أطراف ثالثة، تحاول أن تجعل في المشهد العراقي، صراعاً بين المتظاهرين والقوات العراقية».

Email