تصعيد الاحتلال.. محاولة يائسة للتغلب على الظروف السياسية الداخلية

■ لقطة تلفزيونية تظهر النيران مشتعلة من مكان سقوط صاروخ أطلق من غزة | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن القرارات الجريئة الأخيرة لكل من القيادتين الفلسطينية والأردنية، أفقدت سلطات الاحتلال صوابها، فعمدت إلى عقوبات عدة في الأراضي الفلسطينية، وأبرزها قدح شرارة التصعيد في غزة، بينما أخذت تهدّد الأردن، نظير إصراره على استعادة سيادته على أراضيه في ملحقي الباقورة والغمر.

ومن غير المستغرب، أن تشهد الأحداث الجارية في قطاع غزة، وعلى الجبهة السورية، تصعيداً محتملاً لأيام عدة قادمة، لا سيما وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو، يسعى لترحيل أزمته الداخلية ومأزقه السياسي، إلى ميادين أخرى، وفي مقدمتها الساحة الفلسطينية.

ويرجح خبراء ومراقبون، أن قوات الاحتلال ستلجأ إلى تصعيد الأحداث في الأراضي الفلسطينية والتي امتدت إلى الأراضي السورية، في محاولة يائسة للتغلب على الظروف السياسية الداخلية التي تعصف بها، مرجّحين أن تستمر الغارات على غزة خلال الأيام المقبلة، وهذا ما صرّح به نتانياهو، الذي ألمح إلى أن العمليات العسكرية في غزة قد تستغرق بعض الوقت.

حصار الزيتون

سلطات الاحتلال بدأت بفرض حصار شامل هذه المرة على زيتون وتمور فلسطين، فتمنع تصدير المنتجين إلى الخارج، في محاولة التحكّم بحياة الفلسطينيين، كاشفة في الوقت ذاته عن وجهها البشع وإجراءاتها القمعية.

التصرّف الإسرائيلي الأهوج هذا، جاء رداً على القرار الفلسطيني بتعزيز مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، في إطار خطتها للانفكاك التدريجي عن الاحتلال، ما أحدث تأثيراً كبيراً لدى الاحتلال.

ضد الأردن

في عمّان، وبعد أن استعادت المملكة الأردنية الهاشمية سيادتها على أراضيها في منطقتي الباقورة والغمر، أخذ الاحتلال يلوّح بقطع المياه عن الأردن، وعدم تزويده بحصته من المياه، طبقاً لما نصّت عليه اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين في وادي عربة، في السادس والعشرين من أكتوبر العام 1994.

عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. واصل أبو يوسف، يرى أن الرد الأمثل على الإجراءات الإسرائيلية يكمن في قوة وصلابة الموقف الفلسطيني في فرض المقاطعة الاقتصادية على الاحتلال، باعتبارها أحد أهم الكلف التي يجب أن يدفعها الاحتلال، وخطة استراتيجية فلسطينية للاعتماد على الذات.

لافتاً إلى أن الموقف الفلسطيني، يأتي منسجماً ومتناغماً مع صمود الأردن، وإصراره على بسط سيادته على أرضه في الباقورة والغمر.

Email