لبنان عالق بين ديناميّة الشارع وشلل الطبقة السياسيّة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لليوم الـ25 على التوالي، فرض الشارع اللبناني أجندته على السلطة السياسية، راسماً لها خريطة حل ما زالت ترفضها. أما الثابت حتى، أمس، أن الشارع على قراره «لا عودة إلى الوراء»، فيما الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة لا تزال، منذ استقالة حكومة سعد الحريري، ضائعة في غياهب المشاورات السياسية للاتفاق على التأليف قبل التكليف، والموعد مرهون بالوقت الضيق، الذي يفرضه الواقع الاقتصادي والمالي الضاغط. 

بحث وحلول

وفي وقت تواصلت التحركات الطلابية الشعبية فصولاً على الأراضي اللبنانية كافة، في يومها الخامس أمس، في سياق الاعتراض المطالب بتشكيل حكومة اختصاصيين حيادية، لم تحمل الأجواء السياسية أي مؤشرات إلى حلحلة حكومية قريبة، فانكب الاهتمام الرسمي على محاولة إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية المالية غير المسبوقة التي تعيشها البلاد، وهي إحدى نتائج التخبط السياسي الحاصل، ذلك أن الأمور ما زالت متوقفة عند رفض الحريري العودة إلى رئاسة الحكومة، حيث لم تنجح الاتصالات معه لثنيه عن هذا الرفض.

احتمالات

وفيما الملف الحكومي لا يزال مفتوحاً على كل الاحتمالات، فإن الانتفاضة الشعبية، في يومها الـ25 أمس، بقيت في ذروتها، فيما تدخل «ثورة الطلاب» في يومها السادس اليوم، ضمن الحراك المدني للانتفاضة الشعبية، للتأكيد على إغلاق بؤر الفساد ومحاسبة الفاسدين في الإدارات الرسمية ومؤسسات الدولة. محصلة الأمر أن أهل الثورة التي يشهدها لبنان وُضعوا أمام حتمية اللجوء إلى المزيد من الراديكالية لإسقاط الحكومة، لعل الضغط يدفع السلطة إلى التخلي عن عنادها فتهرول إلى تأليف الحكومة المنشودة.

وهكذا، وفي اليوم الـ25، بدا المشهد على الصورة التالية: الشارع على نبضِه، الأسواق على قلقها، الطبقة السياسية على إرباكها، والإجراءات على وضْعها تحت الاختبار لمعرفة فاعليتها أو عدم الفاعلية. 

وفيما يرابض طلاب في الشوارع أمام المؤسسات العامة المتهمة بالفساد، فإن ما يزيد المأزق صعوبة، بحسب تأكيد مصادر سياسية مراقبة لـ«البيان»، أن «حزب الله»، وفي ضوء ما تشهده الساحة العراقية من انتفاضة ضد إيران، لن يكون في وارد التراجع في لبنان أو تقديم تنازلات، ذلك أن أي تنازل هنا سيفترض آخر هناك، فتخسر طهران أوراق قوتها تباعاً.

Email