تدشين الأسبوع الثالث من التظاهرات بالدماء في بغداد والبصرة العراق

متظاهرون يقطعون الطرقات ويشلون الموانئ

مواجهات مستمرة بين المتظاهرين وقوات الأمن العراقية | أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

دشنت بداية الأسبوع الثالث للموجة الثانية من تظاهرات العراق، بسقوط ما لا يقل عن «16» شهيداً، ومئات الجرحى، في بغداد والبصرة.

حيث استخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية ضد المتظاهرين، في شارع الرشيد، قرب جسر الشهداء، وسط بغداد، واستخدمت الذخيرة الحية أيضاً ضد المتظاهرين في البصرة، المصدر الرئيس لثروة العراق النفطية.

ووسط مطالبات بوقف تسليح الجهات الأمنية المتورطة في العنف، قال مسؤولو ميناء أم قصر، الذي كانت تتقاسم السيطرة عليه عدة ميليشيات موالية لإيران، إن المتظاهرين المناهضين للحكومة أحرقوا الإطارات وسدوا مدخل الميناء، ومنعوا الشاحنات من نقل البضائع، باستثناء الأغذية والمواد الطبية، والواردات الحيوية، إلا أنهم ركزوا على منع كل ما يتعلق بإدخال أدوات تستخدم لقمع التظاهرات.

مئات القتلى

وأدى العنف المستخدم ضد المتظاهرين إلى مقتل أكثر من 300 شخص منذ تفجر الاضطرابات في أول أكتوبر.

والتي انطلقت نتيجة البطالة وتردي الخدمات والبنية الأساسية وانتشار الفساد، وخضوع القرار السياسي والاقتصادي العراقي للأجهزة الإيرانية والأطراف الموالية لها. وبحسب مصادر أمنية وإعلامية، أن قوات الأمن قتلت بالرصاص ما لا يقل عن ستة محتجين وسط بغداد، وعشرة آخرين أثناء فض اعتصام في مدينة البصرة بجنوب البلاد، كما أصيب الكثير من المتظاهرين في أنحاء أخرى من البلاد.

واستخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية ضد المتظاهرين قرب جسر الشهداء بوسط بغداد، كما استخدمت الذخيرة الحية أيضاً ضد المتظاهرين في البصرة، المصدر الرئيسي لثروة العراق النفطية، وقال مصدر أمني، أمس الجمعة، إن القوات الأمنية اتخذت إجراءات مشددة في مركز العاصمة بغداد قبيل صلاة الجمعة.

مكاسب التظاهرات

ويضيف أنه وبسبب هذا المبدأ، كانت جميع التظاهرات الشعبية التي خرجت في العراق تعتمد على الطائفية أو القومية وحدها، من دون أن تكون هناك أي تظاهرة جامعة للعراقيين، حتى جاء اليوم الأول من أكتوبر، الذي وعلى حين فجأة، استطاع العراقيون فيه إنهاء هذا المبدأ، بل واستطاعوا التوحد على كلمة واحدة هي العراق، من دون رفع رايات حزبية أو فئوية أو قومية.

ويعد ذلك أكبر المكاسب «الرائعة» التي حققتها الانتفاضة.

ويشير إلى أن ما تشهده ساحة التحرير من تدفق كبير للمتظاهرين والشباب العراقي وكبار السن والأطفال ومن مختلف مناطق بغداد والمحافظات، خير دليل على أن القوة الناعمة لدى الشعب العراقي عادت مرة أخرى، لكن هذه المرة كإعصار سيطيح بكل من يقف أمامه من سياسيين أو دول.

تهديد جدي

وكشفت وسائل إعلامية وسياسية، أن التظاهرات الضخمة في العراق تمثل تهديداً جدياً لإيران ووكلائها في بغداد، فيما بينت أَن إيران أوعزت إلى «ميليشيات» بقنص المتظاهرين في الشوارع، وخطف الناشطين البارزين واستهداف وسائل الإعلام للقضاء على الاحتجاجات.

وفي السياق، طالبت منظمة حقوق الإنسان، أمس ، دول العالم، بإيقاف تسليح الوحدات الأمنية المتورطة بالعنف ضد المتظاهرين في العراق. وطالبت المنظمة بإيقاف تسليح الوحدات الأمنية المتورطة بالعنف ضد المتظاهرين في العراق، حتى قيام الدولة بمعاقبة المتورطين، كما إلى «إيقاف الانتهاكات التي تحدث بحق المتظاهرين في ساحات التظاهر يومياً».

تحذير

حذر المرجع الديني علي السيستاني، من استغلال الاضطرابات بالبلاد من جانب قوى داخلية وخارجية تسعى للإضرار بالعراق. وقال السيستاني، في خطبة الجمعة بمدينة كربلاء، إن قوات الأمن العراقية تتحمل المسؤولية الأساسية عن تأمين الاحتجاجات والحفاظ على السلمية.

وحض السيستاني الحكومة على الاستجابة لمطالب المحتجين في أسرع وقت، مضيفاً أن أمام القوى السياسية العراقية فرصة فريدة لتلبية مطالب المحتجين وفق جدول زمني.

وكان السيستاني أكد في وقت سابق على إدانته للتعرض للمتظاهرين السلميين. ودعا ممثل السيستاني في خطبة ألقاها في كربلاء، إلى احترام إرادة المتظاهرين ومطالبهم. كما شدد على أن الإصلاح في العراق يعود لما يختاره الشعب العراقي وليس لجهة معينة، قائلاً: «ليس لأي شخص أو مجموعة أو جهة بتوجه معين، أو أي طرف إقليمي أو دولي أن يصادر إرادة العراقيين أو يفرض رأيه عليهم».

ودعا إلى عدم «إسالة الدماء، وعدم السماح بانزلاق البلد إلى مهاوي الاقتتال الداخلي والفوضى والخراب، وهو ممكن إذا تعاون الجميع على حل الأزمة الراهنة بنوايا صادقة ونفوس عامرة بحب العراق والحرص على مستقبله».

وقال «إن المرجعية الدينية تجدد التأكيد على موقفها المعروف من إدانة التعرض للمتظاهرين السلميين وكل أنواع العنف غير المبرر، وضرورة محاسبة القائمين بذلك، وتشدّد على الجهات المعنية بعدم الزجّ بالقوات القتالية بأي من عناوينها في التعامل مع الاعتصامات والتظاهرات السلمية خشية الانجرار إلى مزيد من العنف».

Email