تقارير «البيان»

اجتماعات سد النهضة.. محاولة أمريكية لامتصاص الاحتقان

صورة أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في خضم بحر من الخلافات بين دول حوض النيل الشرقي (مصر والسودان وإثيوبيا) بشأن سد النهضة الذي تقوم إثيوبيا بتشييده على النيل الأزرق بالقرب من حدودها مع السودان، من المقرر أن ينطلق اليوم بالعاصمة الأمريكية واشنطن اجتماع ثلاثي يضم وزراء خارجية وري الدول الثلاث، في محاولة من الجانب الأمريكي لتخفيف حدة التوتر والاحتقان التي سادت أجواء بلدان سد النهضة إثر الخلاف الحاد بين مصر من جانب وإثيوبيا من الجانب الآخر بعد أن تعثرت المفاوضات دون أن تصل إلى نتائج، بل وصلت حالة الخلاف إلى بروز تهديدات إثيوبية مبطنة بإمكانية اللجوء إلى الحرب.

ويرى المحلل السياسي السوداني عبدالله رزق في حديث لـ«البيان» معلقاً حول التدخل الأمريكي في ملف سد النهضة أن الاجتماع يهدف إلى الحيلولة دون تدهور الموقف بين مصر وإثيوبيا، والذي وصل خلال الأسابيع الماضية إلى تلويح القيادة في البلدين بالحرب كبديل لتسوية الخلافات المتعلقة بسد النهضة، غير أنه قال إن الحديث باللجوء للحرب لا يعدو عن كونه محاولة لاستدراج القوى الدولية للتدخل والتوسط، لا سيما وأن الخلافات عميقة ومن الصعب أن يتم حسمها في جولة واحدة في واشنطن، وأكد أن الاجتماعات يمكنها أن تنزع فتيل التوتر وإعادة البلدين لمسار التفاوض الطبيعي.

التفاوض

وبدا خبير القانون الدولي المختص بقضايا المياه د. أحمد المفتي أقل تفاؤلاً في أن تصل اجتماعات واشنطن إلى حلول وفاقية بشأن ملف سد النهضة، وتوقع في حديث لـ«البيان» أن تفشل اجتماعات اليوم الأربعاء، باعتبار أنها تمضي في ذات المسار التفاوضي السابق، مؤكداً أنه ما لم يتغير منهج التفاوض فإن مصيرها سيكون كسابقاتها، وشدد المفتي على أن أمريكا منفردة لا يمكنها أن تحدث اختراقاً في الملف المتشابك باعتبار أن واشنطن لديها تصور معين لقضية إدارة المياه، لكنه أكد نجاحها في حال استعانت بالشركاء الدوليين الآخرين الذين دعموا ومولوا دول حوض النيل حتى توصلت إلى اتفاق الإطار القانوني (عنتيبي)، لا سيما وأن هناك 13 دولة أوروبية بالإضافة إلى أمريكا والبنك الدولي كانوا رعاة لذلك الاتفاق.

نتائج

وأكد المفتي أن الملف لن يبارح مكانه ما لم يتم وضع مسار ومنهج جديد للتفاوض من خلال استئناف التفاوض خلال فترة وجيزة وعلى أساس متفق عليه، والاعتراف بحق إثيوبيا في بناء السد مع ضمان الأمن المائي لدولتي المصب مصر والسودان، بعد سحب التوقيع على إعلان المبادئ الذي وقع بين الدول الثلاث بالخرطوم في مارس 2015، بجانب ايقاف التشييد، والاستعانة بالمجتمع الدولي للمساعدة في الوصول إلى نتائج مرضية لجميع الأطراف.

بدوره توقع الباحث السياسي المختص في العلاقات السودانية الأمريكية محمد علي فزاري في حديثه لـ(البيان) أن تحدث اجتماعات واشنطن اختراقاً في الملف، خاصة وأن واشنطن بما تتمتع به من تأثير دولي وإقليمي ستدفع الفرقاء نحو التوصل إلى اتفاق بشأن نقاط الخلاف.

غير أن فزاري استبعد أن يتم حسم الملف خلال جولة مفاوضات واحدة، وأكد الجولة يمكن أن تمهد لأرضية مشتركة تدفع بالتفاوض إلى الأمام، عبر رسم خارطة طريق وإطار جديد للتفاوض.

Email