سِباق في لبنان بين التشكيل الحكومي والتلويح بالعصيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخلت «الانتفاضة الشعبية» في لبنان يومها الـ20، أمس، فيما المشهد العام، وعلى ما تعكس ‏الوقائع المتسارعة فيه، في ذروة الاحتدام في الشوارع والساحات، ‏بعد عودة المحتجين إلى استئناف حركتهم الاعتراضية على السلطة ‏في أكثر من منطقة.

وسجل، أمس، قطع العديد من الطرقات في ‏بيروت والمناطق، إلا أن هذا المشهد بدا مفتوحاً في السياسة على ‏نقاش حول كيفية الخروج من المأزق السياسي والمطلبي المتفاقم ‏منذ بدء التحركات الشعبية في 17 أكتوبر الماضي.

تصويب

وفي ظل تسويف ومماطلة في السياسة، وفيما الدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزِمة لم تُوجه بعد، رغم مرور أسبوع على استقالة الحكومة، فإن أبرز ما يتم التداول به في هذه المرحلة، على مستوى المنتفضين، هو تصويب تحركاتهم نحو مكامن الهدر والفساد.

وذلك، بالتزامن مع دعوات للعصيان المدني، خاصة إذا ما استمرت المماطلة في تشكيل الحكومة الجديدة، أو إذا كانت طبيعة الحكومة التي سيتم تأليفها لا تلتقي وشروط المنتفضين.

وهكذا، سيشكل العصيان المدني عنوان المرحلة الثانية من «الانتفاضة»، بعد المرحلة الأولى، التي تُرجِمت بعمليات قطع الطرق. والعصيان المدني يعني أن على اللبنانيين البقاء في منازلهم، والامتناع عن التوجه مكاتبهم أو جامعاتهم أو مدارسهم أو فتح محالهم التجارية، والامتناع عن تسديد فواتيرهم للدولة.

والحال أن هذا النموذج بدأ يظهر تدريجياً في بعض المناطق، وسط توقعات تشير إلى أن «بيكار» العصيان سيتوسع في قادم الأيام ليشمل لبنان كله.

المشهد العام

ومع بداية الأسبوع الرابع على «الانتفاضة»، أظهر الحراك الأهلي، ضد الفساد والطبقة ‏السياسية، حرصاً على العودة إلى الانتظام العام، من خلال الضغط ‏لتكليف شخصية قادرة على تأليف حكومة غير سياسية.

وتبعاً لذلك، تعالت الأصوات في الساحات، أمس، ‏رفضاً لإعادة استنساخ السلطة السابقة تحت أي مسمى كان، من شأنه أن يعيد ‏إنتاج سلطة بديلة لا تختلف عن سابقاتها سوى في بعض الأسماء، وبأداء مكمل للأداء السابق الذي تسبب ‏بالوصول إلى الأزمة التي يعيشها البلد.

ووسط هذه الأجواء، علمت «البيان» أن فريق «8 آذار»، وبالتفاهم مع فريق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يخطط لكسب وقت إضافي، مراهناً على ‏تعب الحراك. وتقضي الخطة بالدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزِمة، يمتنع فيها ‏الفريق الممانع والتيار الوطني الحر عن تسمية الحريري، فيحصل على 50 صوتاً تقريباً من أصل 128، فتُعاد الاستشارات، ‏ومعها تُعاد المشاورات.

Email