لم تكن تعلم الفلسطينية دالية الدراويش (26 عاماً)، من مدينة الخليل في الضفة المحتلة، أنها ستكون أصغر فلسطينية تخوض الاختبارات العملية للحصول على رخصة لقيادة قاطرة مقطورة، بعد أن بدأت في التدرج بالحصول على رخص القيادة، إذ حصلت على أول رخصة قيادة لشاحنة خفيفة عام 2012، ومن ثم رخصة شحن ثقيلة عام 2016، وفي العام الماضي نجحت بالحصول على رخصة قيادة باص ثقيل، ومع بداية أكتوبر الجاري حصلت على رخصة لقيادة «تريلا» القاطرة والمقطورة، لتكون بذلك اصغر فلسطينية تحصل على هذه الرخصة، وثالث فلسطينية اعتلت عرش مقود «التريلا».
لم يأت حب داليا وشغفها لقيادة السيارات بأنواعها من فراغ، فوالدها الستيني موسى كان يعمل سائقاً وصاحب شاحنات نقل ثقيلة، بينما والدتها كوكب كانت الفلسطينية الأولى التي تحصل على رخصة قيادة شاحنة ثقيلة «تريلا» عام 1996، فلم يكن وصولها لتحقيق هذه النجاحات بالأمر السهل لولا دعم ومؤازرة عائلتها وزوجها.
داليا مهندسة معمارية وأم لطفلين حكم (4 أعوام ) وليال (3 أعوام) تؤدي واجباتها تجاههما على أكمل وجه، كانت تعي كل صعوبات ومخاطر قيادة الشاحنات الثقيلة، إلا أنها صممت على مواجهة كل التحديات لتحدث تغييراً داخل مجتمعها المحافظ ولتؤكد على حق المرأة في التعلم وتحقيق طموحها.
وحسب داليا فإن هدفها الحقيقي من قيادة القاطرة والمقطورة هو تحقيق شغفها وحلمها بالحصول على كافة رخص القيادة، ولتثبت لغيرها من النساء انه لا يوجد مستحيل عند أهل العزيمة والإصرار، وكلمة مستحيل غير موجودة إلا في قاموس الضعفاء، والمرأة الفلسطينية، التي أثبتت وجودها وقدرتها على أن تكون قائدة في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فهي الأم والزوجة والفدائية والأسيرة وأم الأسرى والشهداء لن يصعب عليها أن تثبت نفسها في ميدان قيادة السيارات بأنواعها.
انتقادات
وأوضحت داليا لـ «البيان» أنها واجهت صعوبات كثيرة، وتعرضت لانتقادات لاذعة من كلا الجنسين أثناء تدريبها العملي على قيادة «التريلا» إلا أن انتقادات الرجال كانت أكثر، بالمقابل لا تنكر أن البعض في مجتمعها ومحيطها ساندوها لكنهم قلة.

وكشفت دراسة أجراها البنك الدولي العام الماضي، أن 58% من الفلسطينيات المؤهلات علمياً وتتراوح أعمارهن بين 25-34 عاطلات عن العمل، تقابلها نسبة 23% في صفوف الرجال.
وأظهر مسح القوى العاملة لهذا العام والصادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن معدل البطالة في الأراضي الفلسطينية المحتلة يصل إلى 44% في صفوف النساء تقابلها نسبة 22% في صفوف الرجال، نظراً للحصار الذي تفرضه إسرائيل على الضفة الغربية وقطاع غزة.

