سياسيون فرنسيون لـ«البيان»:

تركيا في طريق المواجهة مع «ناتو»

الدخان يتصاعد من بلدات شرق سوريا | أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

حاصر قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالعدوان على الأراضي السورية، أنقرة في المحافل الدولية والإقليمية، وارتفع حجم الخسائر الدبلوماسية والسياسية التي تلقتها تركيا خلال الأيام العشرة الماضية في وقت بدا أن الأمور تتجه إلى تحول الغضب السياسي والدبلوماسي إلى مواجهات عسكرية بحسب سياسيين فرنسيين، الذين لم يستبعدوا المواجهة العسكرية بين تركيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، مؤكدين لـ«البيان» أن التهورات التركية والتحرك المنفرد «الاستعماري» يكاد ينسف جهود التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، ويضع أوروبا في مواجهة فلول التنظيمات الإرهابية وخاصة تنظيم «داعش» المتطرف الهاربين من السجون السورية بشكل متعمد حسب ما تؤكده الأحداث والمعطيات المتاحة.

وقال رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق، والمرشح الرئاسي السابق فرنسوا فيون، لـ«البيان»، إن انسحاب القوات الأمريكية التي تحارب «داعش» في إطار التحالف الدولي الذي تشارك فيه فرنسا أيضاً دون تنسيق أو إخطار حلف شمال الأطلسي (ناتو) الشريك الرئيس في هذه الحرب أمر جنوني، شجع تركيا على استغلال هذا التخبط والتمادي في العدوان على الأراضي السورية في انتهاك سافر للقانون الدولي وللمعاهدات والجهود الدولية لمحاربة الإرهاب، ويضيف وفي الوقت نفسه تمادي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في انتهاك سيادة قبرص واليونان على مياههما الإقليمية في انتهاك آخر للسيادة الأوروبية وتحدٍ لقوات ناتو، والواضح خلال اجتماع قادة دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أن هناك تنسيقاً لمواجهة «الجنون» التركي وحماية أمن وسلامة الحدود الجنوبية لأوروبا، لا سيما بعد فرار عناصر التنظيمات الإرهابية من السجون.

مواجهة أكيدة

من ناحيته أكد رئيس لجنة الدفاع الوطني والقوات المسلحة في البرلمان الفرنسي جان جاك بريني،، أن قادة الاتحاد الأوروبي، كرروا مطالبتهم تركيا بإنهاء عملية «نبع السلام» وسحب جنودها من المنطقة فوراً، وليس مجرد تعليق العمليات العسكرية لمدة 120 ساعة، وفي الوقت نفسه يسعى قادة دول «فرنسا وألمانيا وبريطانيا» لفتح حوار مباشر مع النظام التركي لوقف العدوان على سوريا، وكذلك الانتهاكات ضد قبرص واليونان، واحترام المعاهدات والقوانين الدولية، وعدم المساس بمنظومة الأمن الدولي، وإلا سيكون الوضع خطيراً، وفي هذه الحالة ستواجه القوات التركية قوات «الناتو» المكلفة بتأمين أوروبا.

4000

كشفت تقارير صحافية أن نحو 4 آلاف نازح من شمال سوريا وصلوا، أمس، إلى كردستان العراق هرباً من القتال بعد انطلاق العملية التركية، فيما تزايدت المطالب بفتح ممر إنساني آمن في شمال سوريا لإجلاء المدنيين وإسعاف الجرحى، في وقت يعاني القطاع الصحي هناك من تدهور خطير نتيجة المعارك، خاصة في منطقة «رأس العين» الاستراتيجية.

وبقدر ارتفاع ألسنة الدخان نتيجة القتال الدائرة في شمال سوريا، ينحدر الوضع الإنساني إلى مستويات سيئة بعد أيام قليلة على الاجتياح التركي لمناطق الأكراد، فالمعارك تسببت في نزوح 160 ألفاً، كما أعلنت الأمم المتحدة، فيما تحدثت مصادر أخرى عن نزوح أكثر من 300 ألف. الحسكة - وكالات

Email