أنقرة تدمي الهدنة بالهجوم على 40 نقطة في شرق سوريا

تحقيق أممي بشأن استخدام تركيا أسلحة محظورة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواصلت الاشتباكات بين القوات التركية وقوات سوريا الديمقراطية «قسد» على الحدود بين البلدين، رغم قرار وقف إطلاق النار في شمالي سوريا، وأكدت «قسد» أن قوات تركية وميليشيات موالية لها نفذت هجوماً على 40 نقطة، طال احدها مسجد مدينة رأس العين، فيما أكدت منظمة دولية وجود أدلة دامغة على استخدام أنقرة أسلحة محظورة، ما حرك تحقيقاً أممياً.

وتوصلت واشنطن وأنقرة، الخميس الماضي، إلى اتفاق وقف إطلاق نار كان يفترض استمراره 5 أيام لضمان انسحاب آمن لوحدات حماية الشعب الكردية، لكن الهدنة لم تدخل حيز التنفيذ مع مواصلة تركيا وميليشيات موالية لها قصف البلدات السورية شمال شرقي البلاد وبحسب مصادر ان القصف التركي طال مسجد مدينة راس العين.

ودارت معارك متفرقة بين الجانبين، أول من أمس ، وسط تقارير تفيد بوقوع جرائم حرب خلال العدوان التركي، الذي بدأه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 9 أكتوبر الجاري على الأراضي السورية، وتسبب في أزمة إنسانية جديدة.

دوي

وذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية أنه أمكن سماع دوي قصف واشتباكات بين الحين والآخر في مدينة رأس العين الحدودية، واحدة من هدفين رئيسيين للعملية التركية المستمرة منذ 9 أيام، فيما واصلت القوات التركية والميليشيات الموالية لها محاولة انتزاع السيطرة على المدينتين من قوات سوريا الديمقراطية.

وقال مسؤولون أكراد: إن المستشفى الموجود في رأس العين تعرض للقصف، وإنه كان من المستحيل إخلاء الجرحى بسبب الحصار، وأوضح مجلس سوريا الديمقراطي، الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية، أن تركيا ووكلاءها تجاهلوا وقف إطلاق النار، مناشداً المراقبين الدوليين بالتواجد في المنطقة.

أدلة

وذكرت منظمة العفو الدولية أنها جمعت «أدلة دامغة» على الجرائم التي ارتكبتها القوات التركية والميليشيات المدعومة من أنقرة، مشيرة إلى أنهم أبدوا «تجاهلاً مخزياً لحياة المدنيين» من خلال الهجمات غير المشروعة، التي تسببت في مقتل وإصابة مئات الضحايا الأبرياء.

في الوقت ذاته، أطلق مفتشو الأسلحة الكيميائية في الأمم المتحدة تحقيقا في أعقاب اتهام القوات التركية باستخدام الفوسفور الأبيض ضد الأطفال في سوريا في وقت سابق من الأسبوع. وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، الجمعة، إنها مدركة للوضع وتجمع معلومات في ما يتعلق بالاستخدام المحتمل للأسلحة الكيميائية.

وأوضح الصليب الأحمر الكردي أن 6 جرحى، مدنيين وعسكريين، كانوا في المستشفى في الحسكة ويعانون من حروق نتيجة استخدام «أسلحة غير معروفة»، وأنهم يعملون لتقييم ما تم استخدامه.

وأشار إلى أنهم لا يمكنهم تأكيد استخدام أسلحة كيميائية وأنها تعمل مع الشركاء الدوليين للتحقيق في الأمر، وقال خبير أسلحة كيميائية بريطانية حصل على صور من زميل سابق لطفل يعاني من حروق بالغة في أحد المستشفيات إنه يعتقد أنها توضح حروقاً كيميائية.

بالتزامن أفاد مصدر في سوريا الديمقراطية أن تركيا نفذت هجوماً على أكثر من 40 نقطة عسكرية في تل أبيض ورأس العين والمناطق المتاخمة لهما. وأضاف «رغم تعهدنا بوقف إطلاق النار، بتنا في حالة الدفاع عن النفس».

وقال المصدر «في مدينة رأس العين هناك محاولات لفتح ممر آمن لإخراج الضحايا والمدنيين والجرحى، لكن طائرات الكشف والمدفعية التركية لا تسمح لنا»، مبيناً أن منظمات إنسانية تريد الدخول للمدينة لكن القصف والطيران المدفعي لا يسمح لهم.

عمليات

وفي سياق ذي صلة، أعلن قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، أمس، استئناف العمليات العسكرية ضد خلايا تنظيم داعش الإرهابي في شرقي سوريا. وأكد عبدي في تصريحات صحافية، إلى أن قوات سوريا الديمقراطية تستأنف عملياتها مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن، بعد تجميدها جراء الهجوم التركي.

وقال قائد قوات سوريا الديمقراطية: «عملنا ضد داعش مستمر، ودخل حيز التنفيذ مجدداً»، مضيفاً «قمنا بتفعيل العمل العسكري ضد خلايا داعش في دير الزور، وقواتنا تعمل هناك مع قوات التحالف».

وأعلنت واشنطن وأنقرة، مساء الخميس الماضي، اتفاقهما على وقف إطلاق نار مؤقت في شمالي شرق سوريا، وإيجاد حل مناسب للمنطقة الآمنة، وهو الأمر الذي لم تلتزم به تركيا.

Email