غريزة الأمومة.. مسنّة تركض دافعةً ابنها المُقعد هرباً من الموت

ت + ت - الحجم الطبيعي

صورة بألف معنى هي تلك الصورة التي التُقطت للسيدة المسنّة المعروفة بأم إسماعيل وهي تغالب ما تحمله على كاهلها من سنوات، وتركض دافعةً ابنها المُقعد أمامها هرباً من الموت عبر القصف التركي، لم تكن تعلم هذه المسنة أن ما قامت به بغريزة الأمومة سيحوّلها إلى نجمة في سماء الحرب الحالك.

وتداولت مواقع إعلامية سورية قصة الرجل المقعد الذي تقوده والدته بعد الخروج الجماعي من رأس العين، بسبب العدوان التركي على شمال شرقي سوريا، مشيرةً إلى أن العائلة وصلت إلى الحسكة بعد مساعدة البعض لإيصالهم إلى أحد مراكز الإيواء. الشاب مصطفى، شاب مصاب بالشلل النصفي، كشفت له الحرب مرارة الحياة وحقيقة الأخوة التي تخلّت عنه منذ أول رصاصة، إذ يقول إن إخوته فروا منذ اللحظة الأولى للحرب ليبقى مع أمه التي حملت همه حتى النهاية دون أن تتردد هي بسواعدها اللينة من دفع كرسيه المتحرك هرباً من الموت بسبب حالته الصحية، لم يكن يعرف مصطفى ووالدته أم إسماعيل أنهما سيكونان أيقونة إنسانية مؤلمة في هذه الحرب الظالمة.

تقول السيدة أم إسماعيل، والدة مصطفى، لم يُبقِ القصف التركي أي فرصة للهرب، فقد كان عنيفاً وقاسياً. البعض كان يموت قبل أن يفر من مدينة رأس العين، والبعض الآخر مات وهو يهرب من الموت، واصفةً ما جرى بأنه كابوس، «الكل نفد بجلده، ولم يعد هناك من يساعدنا على الهروب إلى خارج المدينة»، في هذه اللحظة قررت أن تقوم بالمهمة وتأخذ ولدها، لكن ثمة من رأى هذا المشهد، وتكفل بنقلهم إلى الحسكة.

الكابوس الأشد وطأة على أم إسماعيل أنها حين وصلت إلى مدينة الحسكة بعد مرارة الرحلة مع ابنها المقعد، قصدت منزل أخيها الذي يقيم هناك، وكانت المفاجأة أن أخاها رفض استقبالها، كان الموت أفضل لها من هذا المشهد المؤلم. وعلى الرغم من تخلي الأقرباء عنها، فإن ثمة من شعر بألم هذه السيدة، ليتقدم أناس آخرون «أهل الخير»، وأمّنوا لهما مكاناً في الحسكة، ليتم نقلهما مباشرة إلى أحد مراكز الإيواء.

Email