ملاك تتحدى الإعاقة واللجوء

■ ملاك تتلقى دروسها بمساعدة شقيقتها زينب | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتضاعف مشقة رحلة اللجوء حين يوجد في العائلة طفل من أصحاب الهمم، هذه الفئة التي تحتاج إلى رعاية وظروف استثنائية من الصعب توفرها في المخيمات. ملاك قاسم ابنة 17 عاماً، تعاني من إعاقات متعددة في الأطراف، إضافة إلى فتحة في القلب جعلت من حياتها في مخيم الزعتري صعبة، ولكنها بإرادة وعزيمة وتوفيق من الله عز وجل، تحدت معظم العراقيل لتستمر بالتعليم في ظل دعم العائلة.

تقول زينب وهي أخت ملاك التي ترعاها ليل نهار دون كلل أو ملل: كل خطوة تنجح بها ملاك هي فخر لي ولعائلتي، أنا أكبرها بعدد قليل من السنوات وأشعر أن سبب تجاوزي عددا كبيرا من الصعاب هو ملاك، أختي الآن في الصف التاسع وترغب في دراسة الشريعة، وتخطط كيف تستفيد من وقتها وتتطور.

للأسف الإمكانيات محدودة وأمي منفصلة عن والدي، مما زاد من حجم الصعوبات التي تقع على كاهل أمي، ولكن في ذات الوقت إننا مدركون أهمية منحها فرصة لتكون أفضل يوماً بعد يوم.

تضيف: في الواقع من يعاني أولاده من إعاقة يواجه معضلات متعددة أبرزها، دمج هذه الفئة في المدارس وما يواجهه الطفل يومياً من قبل الطلبة. فملاك بشكل يومي تتعرض للتنمر والاستهزاء على شكلها من قبل الأطفال، فهي تعاني من نقص النمو ومن يراها يظن أنها ابنة السبع سنين وهي في الحقيقة تجاوزت هذا الرقم بسنوات عديدة، علاوة على المصاعب اليومية.

فالطريق إلى المدرسة ليس معبداً بالزهور، فهنالك الرمال والحجارة والغبار، لهذا تحتاج أختي بشكل أساسي الى كرسي متحرك وهو متوفر، ويتضرر جهازها التنفسي من الغبار، وهو أمر لا يمكن حجبه، وبالتالي تحتاج الى مراجعة المستشفى كل شهر.

تصف زينب كيف أن أختها تجلس لساعات من أجل مراجعة الدراسة، وكيف أن تعليمها الكتابة أخذ ساعات مضاعفة عن الطفل الطبيعي، تواصل: لقد بعثني الله عز وجل لأساند أختي.

ولكنني في المقابل تركت التعليم وأيضا لا استطيع العمل خارجاً لمساعدة عائلتي، وأرغب في استكمال تعليمي وتطوير نفسي، ولكن أنتظر الوقت المناسب، فما زلت صغيرة. في المخيم يوجد منظمات متعددة تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة من خلال عقد الدورات، وأحياناً مساعدة العائلات في توفير البيئات المناسبة لهذه الفئة.

تقول: إنني كأخت لملاك وأتابعها عن قرب وأعرف كيف تفكر، وإلى ماذا تتعرض، أفضل أن يكون التعليم لهذه الفئة منفصلاً، فالدمج مزعج في أحيان كثيرة. إنني أدرك أن الدمج هدفه خرط هذه الفئات بالمجتمع وعدم عزلهم، ولكن من الممكن دمجهم من خلال الأنشطة والفعاليات، فهم يحتاجون إلى رعاية مكثفة ودعم نفسي مستمر، وهذا غير ممكن مع الطلاب العاديين.

Email