حصاد السمسم.. موسم القلق والهواجس في الخرطوم

مزارع السمسم في السودان | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أشبه بحالة الطوارئ تلك التي تتلبس مزارعي السمسم في السودان حينما يأتي وقت حصاده، فالجميع تجده منهمكاً ويسابق الزمن حتى لا يفقد محصوله الذي ظل يرعاه لأربعة أشهر.

فالسمسم من المحاصيل ذات المشقة للمزارع السوداني البسيط بحيث تتطلب زراعته وحصاده عناية خاصة في ظل تعسر الحصول على التقنيات الزراعية الحديثة التي لا يستطيع تملكها إلا قلة من كبار المزارعين، وإهمال من قبل السلطات المختصة طوال سنوات حكم النظام المخلوع للقطاع الزراعي.

المعاناة

ففي ولاية القضارف شرقي السودان التي تمثل أكبر مناطق الإنتاج الزراعي المطري، التي تقدر السلطات المساحات المزروعة فيها بمحصول السمسم لوحده بمليون ونص فدان، يجتهد المزارعون هذه الأيام من أجل إكمال عملية الحصاد التي لا تستغرق في الغالب سوى خمسة عشر يوماً تزيد قليلاً ولا تنقص.

مما يضاعف المعاناة في سبيل الأيدي العاملة، باعتبار أن غالبية المساحات المزروعة تعتمد على الوسائل الشبه تقليدية وتعتمد عمليات حصاد السمسم بشكل أساسي على العمالة اليدوية في ظل شح الآليات الحديثة.

قصر فترة حصاد السمسم المرتبطة بالسقف الزمني، دائماً ما تمثل هاجساً للمزارعين لا سيما وأن السمسم من المحصولات التي لا تحتمل التأخير عندما يحين وقت حصاده، فيمكن أن يفقد المزارع محصوله قبل حصاده في حال تأخر عن الموعد.

لذا تجد الجميع هنا في القضارف يعيشون حالة قلق وأرق متواصل ولن يهدأ لمزارع السمسم بال ما لم يجد محصوله معبأ في جوالات التسويق، يقول أحمد لـ«البيان»، وهو أحد مزارعي السمسم وهو منشغل البال «السمسم محصول نقدي مهم لدعم اقتصاد البلد ولكن للأسف لا نجد من الجهات المختصة الاهتمام اللازم.

وما تشاهده من قلق وتوجس لدى المزارعين هنا في القضارف أمر طبيعي ومتكرر كل عام، لأن زراعة السمسم مكلفة ماديا وغالباً ما يكون المزارعون محاصرين بالديون لذلك تجدهم يتخوفون من فقدان محاصيلهم».

الحصاد

وكتب المزارع بمنطقة القضارف بشرى جابر «بدأت عمليات الحصاد لمحصول السمسم بولاية القضارف، في كل مناطق الولاية شمالاً وجنوباً وغرباً وشرقاً، وسط تكاليف عالية للأيدي العاملة.

ويضيف بأن موسم حصاد العام الحالي يأتي ليجد البلاد تشهد عهداً جديداً يستبشر الناس فيه خيراً رغم التصريحات الغير واضحة لبعض مسؤولي الدولة ورغم ارتفاع تكاليف الإنتاج بصورة ضخمة من تحضير وزراعة وكل منصرفات الزراعة، بجانب شح الأيدي العاملة وعدم توفر الآلة الحاصدة في أيدي كل المزارعين.

ويشير جابر إلى أنه ورغم أن مساحات كبيرة ضربتها آفة (الكنكشة) «وهو مرض يصيب المحصول في مراحله النهائية»، إلا أن بشرى يؤكد بأن الوارد من الإنتاج سيكون ضخماً نسبة للمساحة الشاسعة التي تمت زراعتها من السمسم في ولاية القضارف.

ويضيف: حصاد هذا العام يصادف انفتاحاً دولياً على كل الأسواق الخارجية، ففي الأعوام السابقة كان السوق الخارجي محاصراً، الآن الوضع تغيّر، ونتمنى أن نرى ناقلات المحاصيل السودانية وهي تمخر عباب البحر تشق المحيط الهادي، ويعتلي سطحها العلم السوداني.

2

يتطلع السودان لتحقيق عائدات من محصول السمسم تقدر بنحو ملياري دولار، والذي بلغ حجم المنتج منه هذا العام نحو 15 مليون طن.

بلغ سعر السمسم (الأبيض) وارد السودان (1700) دولار للطن بالأسواق العالمية، وذلك بحسب نشرة نقطة التجارة السودانية أمس، فيما بلغ سمسم إثيوبيا 1750 دولاراً للطن، وبلغ سعر سمسم تنزانيا المخلوط (1480) دولاراً للطن.

وقالت مصادر في سوق الزيوت، إن الإنتاج السوداني من السمسم ربما يتعرض هذا الموسم للخسائر، وذلك بعد ارتفاع تكلفة سعر طن السمسم المصدر إلى نحو ألفي دولار، أي أعلى 200 دولار عن سعره في الأسواق العالمية.

وأضافت المصادر إن زراعة السمسم تتركز في ولاية القضارف وهى أهم مناطق إنتاجه كما يتواجد في الزراعة التقليدية بغرب السودان كمحصول أساسي من المحاصيل الزيتية.

وأوضحت أن السمسم يتم تصديره كحبوب أو زيت مصنع، لافتة إلى أن مصر الشقيقة من أكثر الدول المستوردة له، تليها الصين ثم لبنان، ويستخدم هناك في صناعة الزيوت والطحينة والحلوى أو كحبوب.
وأكد أن هذا العام زاد إنتاجه عن الأعوام السابقة، وتم توقيع عدد من العقود لتصديره مع العديد من دول آسيا وأمريكا اللاتينية.

وتابع إنه من المتوقع زيادة الإنتاج في الأعوام القادمة نظرا لارتفاع سعره واهتمام المزارعين السودانيين به . الخرطوم-البيان

Email