كفل حارس.. المستوطنون يحتكرون المقامات الدينية

■ مقام النبي ذي الكفل في قرية كفل حارس جنوب نابلس | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشير الثمانيني الفلسطيني محمد حماد بيده إلى مقام النبي ذي الكفل، قائلاً: «كان هذا المقام قبالة بيتي، وكان مصدر أمن وأمان وسلام لأهل قرية كفل حارس التي أخذت اسمها منه، ولكل قرى المنطقة، قبل أن يحوّله المستوطنون إلى مصدر خوف وقلق وتعب».

ويروي حماد، أحد معمّري القرية: «لقد حوّل الاحتلال قرية كفل حارس إلى موقع استيطاني وعسكري، فهم يأتون هنا بشكل فردي، بشكل شبه يومي، يحضرون بشكل جماعي، وبالمئات، ترافقهم دوريات الجيش، فينتشرون بين منازل القرية، وهم مدججون بالأسلحة، ويستفزون الناس.

فتقع إثر ذلك مواجهات بينهم وبين الأهالي، الذين يردّون على استفزازاتهم برشقهم بالحجارة، وفي اليوم التالي، تقوم قوات الاحتلال باعتقال الشبان الذين يتهمونهم بالوقوف وراء المواجهات، والتصدي لهؤلاء، وهذا ما حوّل القرية إلى ساحة اشتباك دائم».

ويضيف حماد لـ«البيان»: «الأمر ليس موضوع صلاة وتعبّد، فأصحاب العبادات والصلوات الذين يودّون التقرّب إلى الله، لا ينتهكون حقوق الناس وأمنهم، فقط أعداء الله وأعداء الأنبياء، هم الذين يفعلون ما يفعله المستوطنون بنا، هم يتدخلون بالسلاح حتى في روايات الأنبياء!».

ممارسات احتلال

وتتحول قرية كفل حارس إلى ساحة شبيهة بما يسمّيه اليهود حائط المبكى في القدس المحتلة، فتحيط بالمقامات ثكنة كبيرة لقوات الاحتلال، وتتعزز فيها هذه القوات في المناسبات والأعياد الدينية اليهودية، حيث يتداعى إليها الآلاف من المستوطنين المتطرفين، الذين ينصبون الخيام في وسط القرية، ويقيمون الطقوس الدينية في مقاماتها.

فيما تتولى قوات الاحتلال إغلاق القرية وإقامة الحواجز العسكرية على مداخلها، وإيقاف السيارات القادمة إليها وتفتيشها بدقة، إلى جانب التدقيق في بطاقات هويّات ركابها، ومنع من هم من غير سكانها من الدخول إليها.

ويُقدّر أهالي كفل حارس، عدد المستوطنين اليهود الذين دخلوها في الأعياد الأخيرة، بأكثر من 15 ألف مستوطن، يجلبون معهم مولّدات للكهرباء، وطاولات للطعام، وخياماً وشموعاً، فيما تتوقف الحياة، وتصاب بالشلل التام.

مقامات

ويعتبر مقام النبي ذي الكفل واحداً من خمسة مقامات وأضرحة لأنبياء وقديسين يرقدون في تراب القرية الصغيرة وظلت هذه المقامات الخمسة، عبر التاريخ، مواقع دينية مقدسة لدى المسلمين، الذين شيدوها في العصر المملوكي، كما يظهر من أبنيتها التي يحتوي كل منها على مسجد صغير، يضم محراباً للصلاة، إلى أن احتلت القرية عام 1967، حيث أخذ المتدينون اليهود يؤمونها لإقامة الطقوس الدينية فيها، دون أن تخلو توجهاتهم هذه من النوايا والأهداف الاستيطانية والعدوانية.

Email