العرب ينظرون في اتخاذ إجراءات عقابية ضد العدوان التركي

الإمارات: سوريا على أبواب فاجعة إنسانية جديدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

طالبت دولة الإمارات العربية المتحدة تركيا وقواتها وكل القوات الأجنبية التي استباحت سوريا بالخروج منها والدفع نحو إنجاح الحل السياسي، مشددةً على أن الحد الأدنى للعمل العربي المشترك يفرض موقفاً حازماً لرد هذا الانتهاك السافر على بلد عربي الذي يعتبر أيضاً اعتداء على الأمن القومي العربي، وحذرت من أن سوريا على أبواب فاجعة إنسانية جديدة، في وقت دان وزراء الخارجية العرب، خلال اجتماع طارئ عُقد أمس في القاهرة، العدوان التركي على الأراضي السورية، مشيرين إلى أنه «سيتم النظر في اتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية وسياحية فيما يتعلق بالتعاون مع تركيا».

وعقدت جامعة الدول العربية الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب، لبحث سبل مواجهة العدوان التركي على الأراضي السورية.

وأكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، الذي رأس وفد الدولة في الاجتماع، أن التعدي التركي العسكري السافر على شمال شرقي سوريا يمثل اعتداءً صارخاً على سيادة دولة عربية شقيقة، واستغلالاً للظروف التي تمر بها بما يتنافى مع كل القوانين والأعراف الدولية ذات الصلة، ويزعزع استقرار المنطقة.

استباحة

وقال معاليه: «نلتقي اليوم في وقت تعيش فيه أمتنا تحديات غير مسبوقة، وتمرّ فيه المنطقة بفترة شديدة الخطورة، تتطلب منا التعامل معها بطريقة عقلانية، في ظل انتهاك بعض الأطراف الإقليمية سلوكاً منفلتاً غير محسوب العواقب يهدد وحدة وسيادة بلد عربي شقيق».

وأعرب معاليه عن إدانة واستنكار دولة الإمارات بأشد العبارات العدوان التركي على الأراضي السورية، باعتباره عملاً مرفوضاً جملةً وتفصيلاً.

كما أعرب عن رفض دولة الإمارات أي خطوات أو إجراءات تأتي نتيجة لهذا العدوان، وتعتبرها إجراءات غير قانونية وتخالف القوانين الدولية. وشدد على ضرورة أن يكون للعرب تحرك، وعدم ترك مستقبل سوريا لتدخلات خارجية لا تخفي أطماعها.

وقال معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية: «ترى دولة الإمارات ضرورة وحتمية لتفعيل الدور العربي في سوريا، وأن يكون هذا العدوان محفزاً لدولنا ولجامعة الدول العربية إلى اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة استباحة الأراضي العربية».

وأعرب عن قلق دولة الإمارات العميق من الانعكاسات السلبية على الأوضاع الإنسانية في سوريا، وتداعيات هذا العدوان على هذه الأوضاع، وهو الأمر الذي سيفاقم معاناة الشعب السوري الشقيق، مشيراً إلى أن هذا العدوان سجّل منذ الساعات الأولى قتلاً للأبرياء وترويعاً للآمنين، وبالتأكيد ستنتج عنه أزمة إنسانية مع هروب عشرات الآلاف من الأبرياء المدنيين بحثاً عن السلامة والأمن بعيداً عن أعمال القتل.

وأشار معاليه إلى أن الخلاصة ستكون فاجعة إنسانية جديدة، ونحن على أبواب الشتاء، فضلاً عن شبهات استحداث تغيير ديمغرافي يهدد بنية المجتمع السوري على خطى ما ارتكبه التدخل الإيراني من جرائم إنسانية.

القوات الأجنبية

ودعا معاليه المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته بموقف حازم وجاد إزاء هذا العدوان، والمطالبة بخروج القوات التركية والأجنبية من الأراضي السورية، والتركيز على الحل السياسي باعتباره الحل الوحيد لإنهاء الأزمة السورية.

وأعرب مجدداً عن دعم دولة الإمارات للحل السياسي وجهود المبعوث الأممي إلى سوريا جير بيدرسون للتوصل إلى حل للأزمة السورية، وفقاً لمقررات بيان جنيف (1)، حفاظاً على وحدة سوريا وسيادتها واستقرارها وسلامة شعبها الشقيق، مؤكداً أن دولة الإمارات لا تدخر أي جهد للإسهام في الجهود الدولية لتخفيف من معاناة الشعب السوري.

وأوضح معاليه أن التوغل التركي العسكري في سوريا الذي تلفّه الكثير من الشبهات حيال الأهداف المعلنة المشكوك فيها سينجم عنه تعزيز قدرة الإرهابيين بعدما تم دحرهم، معتبراً أن ذلك يشكّل خطراً داهماً على الأمن الإقليمي والدولي، محذراً، في هذا الصدد، من استغلال تنظيم داعش تداعيات الغزو التركي.

وجدد قرقاش رفض كل ما ينتج عن هذا العدوان، مطالباً بعدم وجود قوات أجنبية تركية أو غيرها فوق الأراضي السورية، مبيناً أن التداعيات الخطرة والمحيطة في سوريا ما هي إلا نتيجة للانقسام العربي الحالي.

وقال معاليه إنه لا سبيل للتعامل معها إلا من خلال تفعيل الدور العربي في مواجهة التدخلات الأجنبية، وأن تكون الخيارات العربية حاضرة، وأن تسهم إيجابياً في جهود إنهاء ملف الحرب، وتعزيز فرص السلام والاستقرار للشعب السوري.

وأعرب معاليه عن شكر وتقدير الإمارات لجميع الجهود المبذولة لعقد هذا الاجتماع، خاصة في ظل التطورات الخطرة التي تتطلب التحرك بشكل عاجل نحو إيجاد حل للأزمة التي طال أمدها بما يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق.

مسؤولية مضاعفة

في السياق، دعا وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، المجتمع الدولي إلى القيام بمسؤولياته نحو مضاعفة الجهود الهادفة إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية التركية.

وقال إن المملكة تدين الاعتداء التركي السافر على السيادة السورية، مشيراً إلى أن خطورة العدوان التركي تنعكس على أمن المنطقة واستقرارها، وقد يتسبب في تقويض الجهود الدولية لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي.

وأورد البيان الختامي للاجتماع الطارئ سلسلة قرارات، أبرزها «إدانة العدوان التركي على الأراضي السورية»، واعتباره «تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي».

وفي البيان الختامي للاجتماع، طالب الوزراء «بوقف العدوان وانسحاب تركيا الفوري وغير المشروط من الأراضي السورية كافة»، وحمّلوا «تركيا المسؤولية الكاملة عن أي تداعيات لعدوانها على تفشي الإرهاب أو عودة التنظيمات الإرهابية - بما فيها تنظيم داعش الإرهابي - لممارسة نشاطها في المنطقة».

ورفضوا «رفضاً قاطعاً» أي محاولة تركية لـ«فرض تغييرات ديموغرافية في سوريا». وقرر الوزراء العرب «النظر في اتخاذ إجراءات دبلوماسية واقتصادية واستثمارية وثقافية وسياحية، وفي ما يتعلق بالتعاون العسكري» لمواجهة الهجوم التركي، من دون تحديد هذه الإجراءات.

قطر تتحفظ

تحفظت دولة قطر، السبت، على البيان الختامي لوزراء الخارجية العرب، الذي أدان العدوان العسكري التركي على الشمال السوري. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في مؤتمر صحافي عقده مع وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، إن قطر تحفظت على مشروع القرار العربي حول تدخل تركيا في سوريا.

Email