أردوغان يفاقم الأزمة السورية بحرب جديدة

الإمارات تدين العدوان العسكري التركي على سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة بأشد العبارات العدوان العسكري التركي على سوريا، حيث شنت تركيا عدواناً برياً وجوياً على شمال سوريا وطال القصف الشريط الحدودي الممتد أكثر من 500 كيلومتر وأسفر عن موجة نزوح لعشرات الآلاف، في وقت لقي هذا العدوان إدانة من المملكة العربية السعودية التي عدته تعدياً سافراً على وحدة الأراضي السورية ويقوض جهود مكافحة الإرهاب.

فيما حذرت مصر من تغيير ديمغرافي جراء الحرب التركية على شمال سوريا، فيما تباينت لهجة المواقف الدولية بين تبريرات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووعيد من الكونغرس الأمريكي ضد تركيا، في موازاة دعوة أوروبية لانعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي اليوم لبحث هذا العدوان.

وقال بيان لوزارة الخارجية والتعاون الدولي إن هذا العدوان يمثل تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي، ويمثل تدخلاً صارخاً في الشأن العربي.

وأكد البيان موقف دولة الإمارات الثابت والرافض لكل ما يمس سيادة الأمن القومي العربي ويهدد الأمن والسلم الدوليين..محذراً من تبعات هذه العدوان على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية ومسار العملية السياسية فيها.

وكتب معالي الدكتور أنور قرقاش، في تغريد، أن الادانات العربية الواسعة للعدوان التركي على سوريا ليست بالمستغربة، فالحد الأدنى للعمل العربي المشترك رفض العدوان على الفضاء العربي، وبالمقابل فالموقف الدولي الرافض للعدوان التركي ينبع من أسس القانون الدولي وإدراك مشترك بأن هذه الخطوة ستعقد المشهد المعقد أصلا.

إدانات عربية

إلى ذلك، أعرب مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة للعدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا، في تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية. وعبر المصدر عن قلق المملكة تجاه ذلك العدوان، بوصفه يمثل تهديدًا للأمن والسلم الإقليمي، مشددًا على ضرورة ضمان سلامة الشعب السوري الشقيق، واستقرار سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها.

ونبه المصدر إلى أنه بصرف النظر عن الذرائع التي تسوقها تركيا، فإن خطورة هذا العدوان على شمال شرق سوريا له انعكاساته السلبية على أمن المنطقة واستقرارها، خاصة تقويض الجهود الدولية في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي في تلك المواقع.

في السياق، دانت وزارة الخارجية المصرية العدوان الذي تشنه تركيا على شمال سوريا وقالت انه «يهدد الأمن والسلم الدوليين». وأفاد بيان للوزارة أن «تلك الخطوة تُمثل اعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة... بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي».

ودعت القاهرة المجتمع الدولي إلى التحرك «والتصدي لهذا التطور البالغ الخطورة الذي يُهدد الأمن والسلم الدوليين، ووقف أي مساعٍ تهدف إلى احتلال أراضٍ سورية أو إجراء هندسة ديمغرافية لتعديل التركيبة السكانية في شمال سوريا».

كما دعت الوزارة جامعة الدول العربية إلى عقد اجتماع طارئ لمناقشة الهجوم التركي. ويعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب يوم السبت لبحث العدوان التركي على سوريا، بحسب ما صرح السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية. كما نددت كل من البحرين والكويت بالعدوان التركي.

500 كيلومتر

وقصفت تركيا عبر غارات جوية وسلاح المدفعية عدة مناطق واسعة شمال سوريا أسفر عن مقتل وجرح العشرات في صفوف المدنيين بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدء العدوان.

ونفّذت طائرات حربية تركية ضربات جوية على طول الحدود السورية التركية بين مدينتي المالكية أقسى الشرق إلى مدينة منبج، على امتداد أكثر من 500 كيلومتر. كما طال القصف بلدة عين عيسى على عمق 50 كيلومتراً داخل سوريا، وفق قوات سوريا الديمقراطية. وأضافت «قسد» أن 25 طائرة تحلّق حالياً فوق المنطقة الحدودية شمال شرقي سوريا.

ودفع الهجوم التركي آلاف المدنيين إلى النزوح، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مسؤولان أمريكيان ومصدر عسكري كردي إن مقاتلين أكراداً مدعومين من واشنطن أوقفوا عملياتهم ضد تنظيم داعش مع بدء تركيا هجومها العسكري.

ورداً على الهجوم، أعلن السناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، أن الكونغرس سيجعل أردوغان يدفع غالياً جداً ثمن هجومه.

موقف أوروبي

بدوره، طالب رئيس الاتحاد الأوروبي جان - كلود يونكر، تركيا بوقف عمليتها العسكرية، مشيراً إلى أن الاتحاد لن يدفع أموالاً لإقامة ما يسمى «المنطقة الآمنة». وقال يونكر في البرلمان الأوروبي: «أدعو تركيا إلى التصرف بضبط نفس، ووقف العمليات، أدعو تركيا والجهات الفاعلة الأخرى إلى التحرك مع ضبط النفس».

ويتأهّب مجلس الأمن الدولي، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية، بطلب من الدول الأوروبية فيه لعقد اجتماع طارئ مغلق لمجلس الأمن اليوم لبحث الهجوم التركي في سوريا. وتقدمت بالطلب بلجيكا وفرنسا وألمانيا وبولندا والمملكة المتحدة. وستعقد الجلسة منتصف النهار في أعقاب مشاورات مغــلقة في مجلس الأمن بشأن كولومبيا، وفقاً للمصادر.

Email