مخاوف أردنية من عودة الإرهابيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

شكّل الهجوم التركي بالشمال السوري في ظل الانسحاب الأمريكي، هاجساً للأردن من احتمال عودة نشاط بعض التنظيمات الإرهابية إلى الأراضي السورية المتاخمة للحدود مع الأردن، إذ أسهمت المملكة، بالتعاون مع كل من روسيا وأمريكا في إبعاد هذه التنظيمات خلال السنوات الماضية.

وشدّد الخبير في الشأن الإيراني، د. نبيل العتوم، على أن أي حالة لعدم الاستقرار في سوريا تنعكس آثارها السلبية، وبشكل مباشر على الأردن. وأوضح العتوم أنه كلما زادت الأزمة في سوريا تعقيداً، أثر ذلك على مسار الحل السياسي السوري، وتأخرت تبعاً لذلك عملية إعادة الإعمار، فضلاً غن عرقلة عودة اللاجئين، إلى جانب تأثر الأردن اقتصادياً جراء الأزمة السورية.

وأضاف العتوم: «من الواضح أن الأوضاع مرشحة للتصعيد من جديد، والتصريحات الإيرانية تفيد مؤخراً بأن عدم إيجاد حل للأزمة السورية سيؤدي إلى إنعاش تنظيم داعش الإرهابي، وهذا فتح شهية إيران لمحاولة اللعب في الورقة السورية، وتنفيذ استراتيجية ملء الفراغ لتبرير وجودها هنالك، في المقابل يرفض الأردن أي عملية تفكيك لسوريا، ويركز دوماً على أهمية الحل السياسي، ومع تنفيذ تركيا هذه العملية، سنشهد تحركات دبلوماسية أردنية مكثفة مع الدول العربية، فضلاً عن الجانب التركي لشرح تداعيات وخطورة ما يحدث عليه، وتفادي ارتداداتها قدر الإمكان».

بدوره، أكد الكاتب الصحافي، كمال زكارنة أن التدخل العسكري التركي في شمالي سوريا، وانضمام عناصر من الفصائل المسلّحة إلى الجيش التركي لمحاربة القوات الكردية، سيؤدّي وبشكل كبير لإعادة الفوضى إلى مناطق الشمال، والتي سوف تمتد إلى مناطق مختلفة قد تصل إلى الجنوب بموازاة الحدود الأردنية.

ولفت زكارنة إلى أن الانسحاب الأمريكي والتدخل التركي، سيؤديان إلى بث الروح في بعض التنظيمات الإرهابية، والخلايا النائمة التي تجمد نشاطها خلال الفترة السابقة في الأراضي السورية، وعلى رأسها تنظيم داعش والفصائل التي تعمل تحت مظلته داعش، إذ تشير التقارير إلى أن «قسد» تحتجز ما يقارب 12 ألف عنصر من داعش، فضلاً عن 58 ألفاً من أسر عناصر التنظيم، وستنتشر هذه العناصر في حال الفوضى، وتشكل تهديداً ليس فقط على سوريا والأردن بل على المنطقة برمتها.

إجراءات احترازية

شدّد الكاتب الصحافي، كمال زكارنة، على أن الأردن سيتخذ إجراءات احترازية مكثّفة على امتداد الحدود، وسيكون حذراً من احتمالات تجدد نشاط الفصائل الإرهابية، مضيفاً: «ومن المحتمل أن نشهد مباحثات ووساطات بين القوات الكردية والحكومة السورية وروسيا، وستفرض الأطراف الأخيرة شروطاً قاسية على الأكراد لحمايتهم من تركيا».

Email