بعد أن دمرتها الحرب وحولتها إلى ركام

يمني يواجه أزمة المياه بتحويل الحافلات إلى صهاريج

ت + ت - الحجم الطبيعي

جامعة تعز الحكومية من أهم صروح التعليم العالي في اليمن، حولتها ميليشيا الحوثي الإيرانية إلى ثكنة عسكرية وتمركزت فيها وجعلتها مصنعاً للمتفجرات، حيث شهد الحرم الجامعي معارك عنيفة أدت إلى دمار الكثير من المرافق التعليمية وحافلات الجامعة التي أتلفت بالكامل حتى تم تحريرها في منتصف العام 2016، وبجهود مضنية من رئاسة الجامعة ومن موظفيها عادت الحياة التعليمية إلى سابق عهدها لتستقبل الآلاف من الطلاب في عشرات التخصصات .

نشوان الرباصي 35 سنة، الموظف المسؤول عن شؤون الطلاب في جامعة تعز، عمل هو وفريقه لأكثر من شهرين من أجل تحويل ركام ما تبقى من حافلات الجامعة التي دمرتها الحرب إلى «صهريج مياه» في عملية جريئة احتاجت الكثير من الجهود.

وفي تصريح لـ «البيان» قال «الرباصي» إنه بسبب معاناة الجامعة بشكل خاص ومدينة تعز بشكل عام من مشكلات شح المياه التي تفاقمت منذ اندلاع الحرب، حيث تزايدت احتياجات المرافق التعليمية في الجامعة للمياه وتكاليف نقل المياه التجارية إلى داخل الجامعة عبر الصهاريج مكلفة للغاية، من هنا جاءت الفكرة للاستفادة مما تبقى من حافلات الجامعة من أجزاء متهالكة وجمعها وتحويلها إلى صهاريج مياه.

شح المياه

ويعاني سكان مدينة تعز اليمنية جنوب، من شح المياه بسبب استمرار توقف مشروع المياه الحكومي الذي يرفع المياه من آبار منطقة الضباب ويوزعها على مناطق المدينة المختلفة، حيث كان الاستنزاف العشوائي للمياه سبباً في توقف الضخ، وسكان المدينة يواجهون صعوبة كبيرة في الحصول على المياه، حيث تستغرق عملية الحصول على خزان واحد أسبوعاً كاملاً، بسبب التكاليف الباهظة لنقلة.

وقال «الرباصي» إنه عمل وفريقه بمساعدة فنيين للاستفادة من القطع المتبقية من الحافلات، حيث تم قص المقدمة من إحدى الحافلات وأخذ القاعدة والهيكل من حافلة أخرى، والمحرك تم أخذه من حافلة ثالثة، وحافلة تالفة بقي محركها سليماً في عملية شاقة استهلكت الكثير من الجهد والوقت.

تكاليف

وتقوم حالياً هذه الصهاريج بنقل المياه إلى المرافق المختلفة من جامعة تعز محققة اكتفاءً ذاتياً من المياه، حيث يدرس في الجامعة أكثر من 40 ألف طالب وطالبة.وأشار «الرباصي» إلى أن تكاليف النقل تم تخفيضها إلى أكثر من النصف مع الاستفادة من صهريج الجامعة الخاص، حيث كانت تكاليف نقل المياه إلى الجامعة من الآبار نحو 700 ألف ريال يمني شهرياً (حوالي 2700 دولار).

Email