دمشق تدعو الأكراد إلى «العودة للوطن» على وقع تهديدات تركيا

الإمارات: تطورات سوريا تداعيات للانقسام العربي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن التطورات الخطيرة والمحيطة بسوريا ما هي إلا تداعيات للانقسام العربي الحالي. وعبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر» قال معاليه «دول عربية انهارت مؤسساتها وانتهكت سيادتها وغدت مهددة في وحدة ترابها الوطني، لا سبيل إلا العمل على عودة النظام العربي الإقليمي فما يحدث أمامنا بذور أزمات مستدامة يرويها الانقسام الحالي».

ودعت دمشق الأكراد أمس، للعودة إلى الوطن، على وقع تهديد أنقرة بشنّ عدوان بري وشيك في شمال سوريا بعد سحب الولايات المتحدة الأمريكية، داعمتهم الرئيسية، لقواتها من المنطقة الحدودية مع تركيا.

وقال نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد في تصريحات صحافية، متوجهاً للأكراد «ننصح من ضلّ الطريق أن يعود إلى الوطن لأن الوطن هو مصيره النهائي».

وأضاف «نقول لهؤلاء إنهم خسروا كل شيء ويجب ألا يخسروا أنفسهم، في النهاية الوطن يرحب بكل أبنائه ونحن نريد أن نحل كل المشكلات السورية بطريقة إيجابية وبطريقة بعيدة عن العنف، لكن بطريقة تحافظ على كل ذرة تراب من أرض سوريا».

وعن تهديدات أنقرة بشن هجوم، قال المقداد في أول تعليق رسمي سوري «سندافع عن كل الأراضي السورية ولن نقبل بأي احتلال لأي أرض أو ذرة تراب سورية، لكن على الآخرين وفي هذا المجال ألا يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة».

محادثات

وفيما يبدو صدى لدعوة دمشق، قال مسؤول كردي سوري أمس، إن السلطات التي يقودها الأكراد في شمال سوريا ربما تبدأ محادثات مع دمشق وموسكو لملء أي فراغ أمني إذا ما انسحبت القوات الأمريكية بالكامل من منطقة الحدود مع تركيا.

وأضاف بدران جيا كرد، وهو مسؤول في قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، إنه إذا أخلت الولايات المتحدة المنطقة وخاصة منطقة الحدود فإن السلطات بقيادة الأكراد ستضطر حتماً لبحث كل الخيارات المتاحة.

وقال إن السلطات الكردية ربما تجري محادثات مع دمشق أو مع الجانب الروسي في هذه الحالة لسد الفراغ أو التصدي للهجوم التركي، وقد تعقد اجتماعات واتصالات في حال حدوث فراغ.

لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال أمس، إن قراره بسحب القوات الأمريكية ليس تحركاً للتخلي عن القوات الكردية. وقال في تغريدة له على «تويتر»: «ربما نكون بصدد مغادرة سوريا، لكننا لم نتخل عن الأكراد بأي حال من الأحوال، إنهم أشخاص مميزون ومقاتلون رائعون».

وأضاف أن العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا «جيدة جداً». وأشار إلى أن تركيا شريك تجاري كبير للولايات المتحدة وأنها أعادت العام الماضي قساً أمريكياً كان قد تم سجنه في تركيا.

موسكو لا تعلم

الكرملين من جانبه، قال إن الولايات المتحدة وتركيا لم تبلغا روسيا مسبقاً بخطط أمريكية لسحب قوات من المنطقة الحدودية بشمال شرق سوريا قبل عملية عسكرية تركية مزمعة. وقال ديمتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين إن موسكو لم تتلق إخطاراً مسبقاً بذلك. وأضاف للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف «لا، لم يبلغنا أحد».

بيد أنه قال إنه لم يتضح بعد عدد الجنود الأمريكيين الذين سينسحبون بالفعل. وأشار إلى بيانات أمريكية سابقة بسحب قوات قائلاً إنها لم تُنفذ على أرض الواقع. وأضاف «نتابع الوضع عن كثب شديد».

اكتمال الخطط

تركيا قالت أمس، إنها أتمت استعداداتها للعملية العسكرية. وقالت وزارة الدفاع «لن تقبل القوات المسلحة التركية أبداً بتأسيس ممر للإرهاب على حدودنا. اكتملت جميع استعداداتنا للعملية». وأضافت «من المهم إقامة منطقة آمنة/‏ممر سلام للمساهمة في سلام واستقرار منطقتنا وحتى يعيش السوريون حياة آمنة».

لكن وكالة رويترز تنقل عن شاهد إنه لم يشاهد من تل أبيض السورية الحدودية أي نشاط عسكري قرب بلدة أقجة قلعة الحدودية التركية. ونُشرت مدافع هاورتز خلف سواتر على الأرض على الجانب التركي من الحدود وكانت موجهة صوب سوريا.

وقال مسؤول أمريكي إن القوات الأمريكية أخلت نقطتي مراقبة في مدينتي تل أبيض ورأس العين السوريتين الاثنين.

Email