انتخابات تونس.. كل من تحالف مع «الإخوان» خاسر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت الانتخابات البرلمانية التونسية أن كل من تحالف مع الإخوان كان مصيره الفشل، حيث سجلت حركة نداء تونس انهياراً كاملاً انتهى بها إلى الاكتفاء بأربعة مقاعد برلمانية بعد أن كان نصيبها 86 مقعداً في انتخابات 2014.

ويرى المراقبون أن تحالف نداء تونس مع حركة النهضة بعد انتخابات 2014 أدى إلى تصدع أركانها وانشقاق أغلب قياداتها عنها، وتشتت أنصارها، ما وصل بها إلى المصير المحتوم الذي سجلته في انتخابات الأحد.

وكان الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي أسس حركة نداء تونس في العام 2012 لإحداث التوازن السياسي مع قوى الإسلام السياسي لكن تحالفه اللاحق مع حركة النهضة أثّر على الحركة التي يقيم مديرها التنفيذي حافظ قائد السبسي حالياً في فرنسا مؤكداً خشيته على حياته وأمنه الشخصي في حال عودته إلى البلاد.

وقال المحلل السياسي عبد الحميد بن مصباح لـ«البيان» إن السقوط المدوي لحركة نداء تونس كان منتظراً بسبب خيبة أمل ناخبيه السابقين في توجهاته التي كان على رأسها تحالفه مع الإسلاميين بعد انتخابات 2014

وأضاف أن انهيار الحزب مثل ضربة موجعة للتيار الوسطي الحداثي خصوصاً وأن الأحزاب التي انحدرت منه فشلت بدورها في تحقيق أية نتائج إيجابية

كما اكتفى حزب «تحيا تونس» بزعامة رئيس الحكومة يوسف الشاهد المتحالف حاليا مع حركة النهضة بـ 14 مقعداً وفق النتائج الأولية بعد أن كان يطمح لاكتساح التشريعيات، وتمت الإطاحة بعدد من أبرز قيادييه في الدوائر التي ترشحوا لنيل مقاعد عنها.

وقال القيادي في الحزب ورئيس كتلته في البرلمان المنتهية ولايته مصطفى بن أحمد (نحن في حاجة إلى مدة نبتعد فيها عن الحكم)،وأضاف إن هذا رأيه الشخصي ولا يلزم حركة تحيا تونس، معتبراً حصول حزبه على مقاعد في البرلمان انتصاراً بطعم الهزيمة.

وأوضح أن طموح وآمال تحيا تونس كانت أكبر ممّا حققته، مبيناً أن المشروع عرف تعثرات أثّرت على النتائج.وفيما يتعلق بتشكيل الحكومة وإمكانية مشاركة تحيا تونس فيها، أن الحركة ستتخذ موقفاً في هذا الخصوص بناءً على دراسة الوضعية واعتماداً على رؤية متكاملة.

وانتقد بن أحمد خطاب حركة النهضة أثناء الحملة الانتخابية مؤكداً أنها (عادت بسرعة بعد الإعلان عن النتائج الأولية إلى خطابها المبني على القطيعة والاستقطاب الثنائي والتكفير والتخوين).

كما واجه حليفا النهضة في حكومة الترويكا المنبثقة عن انتخابات 2011 وهما حزب المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل الديمقراطي للعمل والحريات فشلاً ذريعاً بعجزهما عن تحقيق أي مقعد برلماني.

تفكيك

يشير المراقبون إلى أن الحركة الإخوانية كانت تعمل باستمرار على تفكيك الأحزاب المنافسة لها في المشهد السياسي، وتجد في التحالف معها أفضل وسيلة ذلك لاختراقها من الداخل،وهو ما عبر عنه رفيق عبد السلام القيادي في الحركة وصهر رئيسها راشد الغنوشي عندما قال صراحة إن «هذه السياسة فككت منافسينا واستنزفتهم وبقيت النهضة في المشهد، مع بعض الكدمات والجراحات القابلة للتداوي »

Email