تقارير البيان

انتخابات الرئاسة الجزائرية تكشف الانقسامات في صفوف الإسلاميين

ت + ت - الحجم الطبيعي

يدخل الإسلاميون في الجزائر معركة الانتخابات الرئاسية عاجزين عن طرح مرشح توافقي، ما يقلل من حظوظهم بالنجاح في الاقتراع في ظل صعوبة إقناع الجزائريين بعدم تورطهم مع النظام السابق.

قبيل الانتخابات الرئاسية بشهرين، «إخوان الجزائر» منقسمون أكثر من أي وقت مضى.

فهم يدفعون، حسب عدد من المتتبعين، ضريبة مشاركتهم في الحكم، ضمن التحالف الرئاسي الداعم للرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، حيث بينت المعطيات أنهم منقسمون حول الانتخابات، فبعد إقرار المؤسسة العسكرية، على لسان قائد أركان الجيش الشعبي الوطني، نائب وزير الدفاع، قايد صالح، أن عهد صناعة الرؤساء قد ولى، يبدو أن «إخوان الجزائر» مترددون بشأن هذه الانتخابات، ملتزمون بخط «تماس» بين السلطة والمعارضة.

ترشح

إعلان وزير السياحة الأسبق، عبد القادر بن قرينة، الذي كان إطاراً في حركة مجتمع السلم قبل أن ينشق عنها، ويشكل رفقة إطارات أخرى «حركة البناء الوطني»، ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، وتأكيده أنه سوف لن ينال دعم حزبي جبهة العدالة وحركة مجتمع السلم، جاء ليظهر للعيان، حسب عدد من المحللين، أن التشتت في الأصوات يطغى على الأحزاب الإسلامية، لا سيما أنها فقدت قاعدتها الشعبية، بعد تورطها في دعم النظام السابق، كما أن لجوءها إلى مرشح توافقي، سيؤدي، حسب عدد من المحللين، إلى فقدان وزنها إلى حد التحجيم، ولن يكون لها أي ورقة تتفاوض بها مع الرئيس القادم.

فضلاً عن ذلك، فإن القرار الذي اتّخذته بعض الأحزاب الإسلامية (حركة مجتمع السلم)، بمقاطعة الانتخابات (عبر الزعم بأنه سيتم التلاعب بها)، هو على الأرجح ذريعة لتفادي انتكاسة جديدة.

خلافات

ثمة خلافات بين الأحزاب الإسلامية في الجزائر، حالت دون تكتلهم في جبهة واحدة، على الرغم من توقيع عدد منها وثيقة اندماج، حيث حاولت الأحزاب الإسلامية قبل انتخابات مايو 2017، إعادة ترميم نفسها، ببعث مشروعات وحدة وتكتل، إذ أعلنت كل من حركة مجتمع السلم، وجبهة التغيير، الاندماج في حزب واحد، ووقعت كل من حركة النهضة وجبهة العدالة والتنمية وحركة البناء الوطني، على وثيقة التحالف الاستراتيجي بمسمى (الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء)، ودخول الانتخابات بقوائم مشتركة، في محاولة منها لتغيير الخريطة الانتخابية، بيد أن تلك التكتلات لم تحقق الأهداف المرجوة، وعلى العكس، جاءت نتائج الانتخابات معاكسة لتوقعاتهم.

Email